أمطار غزة طوفان يعمق جراح ساكني الخيام
أغرقت مياه الأمطار قطاع غزة ومعظم مخيماته في مشهد مؤلم جسّد وجع الأهالي والنازحين المثقلين بتداعيات الحرب الإسرائيلية، وسط بنية تحتية متدهورة وحصار يمنع توفير الحد الأدنى من الحياة.
تفاقمت الأزمة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة مع بيرون وهو المنخفض الجوي الحاد الذي يضرب المنطقة هذه الأيام، حيث غرقت الخيام وتلف الآلاف منها في ظل انقطاع التيار الكهربائي وغياب وسائل التدفئة، نتيجة تداعيات حرب الإبادة الجماعية. وسجّلت مئات الحالات لغرق خيام جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق متفرقة من القطاع منذ فجر أمس الأربعاء، حتى اليوم الخميس، فيما تشير التوقعات الجوية إلى استمرار هذه الحالة إلى حين انحسار المنخفض الجوي يوم غد الجمعة.
زاد المنخفض الجوي واستمرار هطول الأمطار لساعات طويلة من معاناة سكان القطاع الذي يقاسون أوضاعاً معيشية صعبة، وسط بنية تحتية مدمّرة، فيما تحولت حياة ساكني الخيام إلى جحيم حقيقي. ووفقاً للدفاع المدني في غزة فقد سُجّل غرق مخيمات بأكملها في منطقة المواصي في خانيونس جنوباً، ومنطقة البصة والبركة في دير البلح وسط القطاع، والسوق المركزي في النصيرات، وفي منطقتَي اليرموك والميناء بمدينة غزة.
وتطايرت مئات الخيام في الهواء، فيما تعرضت الآلاف منها للتلف والغرق جراء الكميات الكبيرة من الأمطار التي هطلت على مدار ساعات طويلة، ما تسبّب في غرق مناطق واسعة ومخيمات كاملة من النازحين. ويُعد المنخفض الجوي المتواصل الذي يعصف بقطاع غزة، الثالث من نوعه هذا العام، وسط استمرار معاناة النازحين وسكان الخيام من غياب المنازل أو بدائل الإيواء.
المشهد هذه المرة كان أشد قسوة، إذ تداعت الخيام وتكسّرت الأخشاب التي تحملها بفعل الرياح العاتية (بلغت سرعتها بين 50 و60 كيلومتراً في الساعة)، وانهارت أجزاء منها فوق رؤوس العائلات النائمة. وقد وجدت أكثر من ربع مليون عائلة نازحة نفسها أمام كارثة لا يمكن وصفها إلا بأنها ضربة جديدة فوق جراح لم تندمل. ففي الليل، كان يُسمع صراخ الأطفال مع أصوات الرياح التي تخترق أطراف الخيام، بينما يحاول الأهالي جاهدين سد الثقوب
ارسال الخبر الى: