تحت عنوان حماة الأرض أقيمت أمسية غنائية موسيقية في قاعة قصر رام الله الثقافي مساء الجمعة الماضي قدمت فيها أغنيات اشتهر معظمها في أثناء الانتفاضة التي اندلعت نهاية عام 1987 أداها مجموعة من المغنين والموسيقيين تحية ودعما لصمود أبناء شعبهم في غزة مع اقتراب حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع من إتمام شهرها التاسع وقدم ثمانية مغنين محمود عوض وسعد ذياب وكاظم جابر وريم المالكي وربى الخطيب وسارة سعيد وبيسان الشيخ وصبا جريري أغنيات الثورة الفلسطينية مع توزيع جديد لبعضها إضافة إلى ثلاث أغنيات حديثة الإنتاج في أمسية نظمها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى بالشراكة مع بلدية رام الله وخصص ريعها لدعم قطاع غزة عبر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومع قرابة الأربعين عازفا في تكوين أوركسترالي قاده الفنان عز الدين سعيد كانت البداية مع أغنية فورة وهي من الأغاني المنتجة حديثا عن كلمات الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال كميل أبو حنيش وألحان الفنان محمود عوض تلتها أغنية نشيد الأرض وهي حديثة الإنتاج من كلمات أوس شاهين وألحان ناي البرغوثي وبعدها كان الجمهور مع أغنيات الثورة والمقاومة مثل كبروا الصغار عن كلمات المدير الأسبق للتلفزيون الأردني الراحل محمد أمين وألحان فؤاد عواد وقدمتها للمرة الأولى فرقة فؤاد عواد ويا زهرة النيران عن كلمات الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب وألحان وليد غلمية وإنتاج شركة جفرا في رام الله عام 2015 إضافة إلى أغنية فيروز سيف فليشهر من كلمات الشاعر اللبناني سعيد عقل وألحان الأخوين رحباني والأغنية ذائعة الصيت يا نبض الضفة لأحمد قعبور غناء وألحانا عن كلمات حسن ظاهر بتوزيع جديد للفلسطيني نسيم الريماوي ونشيد الانتفاضة كلمات مارسيل خليفة وألحانه وأغنية جوليا بطرس يا ثوار الأرض عن كلمات نبيل أبو عبدو وألحان زياد بطرس واختتمت أمسية حماة الأرض بالإنتاج الحديث الموسوم بـيا شعبنا من كلمات الشاعر الفلسطيني طارق عسراوي وألحان الفنانين الفلسطينيين عبادة درويش وجهاد الشعيبي وتوزيعهما تميز العرض برؤية إخراجية لكل من نورة بكر وعبد الله معطان مزجت ما بين توزيع الفنانين على المسرح والفيديوهات المرافقة وطريقة تقديم الأغنيات إذ حضرت مشاهد أقرب إلى محاكاة سينمائية وأخرى مسرحية علاوة على توظيف مشاهد واقعية شهيرة من سنوات الكفاح الفلسطيني المتواصل ضد الاحتلال الإسرائيلي وصولا إلى مشاهد مرتبطة بالمقاومة وبالصمود في قطاع غزة وقالت الفنانة الفلسطينية إيليني مستكلم عازفة الكونتراباص وإحدى المشرفات على الحفل لـالعربي الجديد إن للخروج الحافي على خشبة المسرح دلالة رمزية تعكس حالة من الارتباط بالأرض والتواضع أمام تضحيات أبناء شعبنا كما هدفت وبقية مكونات الصورة العامة للعرض إلى إعطاء الأوركسترا طابعا شعبيا بعيدا عن الطابع الكلاسيكي للأوركسترا الذي عادة ما يغلب عليه النمط الرسمي ما يؤكد حالة التحام الفنان بقضيته وتضحيات شعبه بوصفه جزءا أصيلا من المجتمع وحول اختيار مشاهد المصورة بطريقة الفيديو في الشاشة الخلفية الكبيرة على المسرح أوضحت مستكلم عمدنا إلى مرافقة الأغنيات بمشاهد ترتبط بها مضمونا وزمانا ومكانا وهي مشاهد تعلق في أذهاننا كما أذهان الكثيرين في فلسطين والعالم وأضافت كتلك المشاهد من انتفاضة الحجارة التي اندلعت عام 1987 أو انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 أو حتى في الحرب المتواصلة على قطاع غزة الآن