متابعات..|

نشرت مقال رأي للصحفية الأمريكية ليديا بولغرين، خلصت فيه إلى أن التكلفة الإنسانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد تكون “أسوأ مما كنا نعتقد”، مُوجهةً دعوة صريحة إلى “وقت الحساب” ومُسلطةً الضوء على محاولات الإنكار والتقليل من حجم الكارثة في الغرب.

وانتقدت بولغرين الميل الأمريكي لإنكار “هول ما حدث في غزة”، مُرجعةً ذلك إلى أن الكارثة “مولت بأموالنا ونفذت بأسلحتنا”، مشيرةً إلى أن مبرّرات الإنكار ترتكز على التشكيك في أرقام القتلى أَو الزعم بأن أغلبهم من المقاتلين.

وفي مواجهة التشكيك في أعداد الضحايا، أكّـدت الكاتبة على دقة الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس، ونقلت بولغرين عن خبراء دوليين في إحصاء قتلى الحروب، منهم مايكل سباغات من جامعة لندن، أن إحصاءات الوزارة “دقيقة على نحو غير معتاد”، حَيثُ تشمل أسماء الضحايا وأعمارهم وجنسهم وأرقام هوياتهم الشخصية، ما يسهل التحقّق منها.

ونقلت عن سباغات قوله إن مستوى الشفافية في البيانات “أفضل بكثير مما نعرفه عن النزاعات الأخيرة في تيغراي والسودان وجنوب السودان”.

نسبة غير معتادة من النساء والأطفال:

كما فنَّدت الكاتبة الادِّعاء بأن غالبية القتلى هم من المقاتلين، مشيرةً إلى أن مسحًا أجراه سباغات وفريقه أظهر أن غالبية القتلى – حوالي 56 % – كانوا من النساء والأطفال وكبار السن.

وعلق سباغات بالقول: “في أي صراع تقليدي، سيكون عدد الذكور في سن الخدمة العسكرية أكبر مما نراه هنا”، مشدّدًا على أن “نسبة النساء والأطفال وكبار السن مرتفعة بشكل غير معتاد”.

ودعت بولغرين إلى مقارنة مشاهد الفرح بعودة الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين بمشاهد “الدمار الشامل والخسارة الفادحة” التي وجدها الناجون في غزة، مؤكّـدة أن الإحصاء الدقيق للقتلى لا يكشف إلا جزءًا من التكلفة البشرية؛ إذ يجب إدراج الوفيات غير المباشرة الناتجة عن الجوع والمرض، والتي “تحجب التكلفة الحقيقية للحرب” بإغفالها.

المصدر: