ألمانيا تضييق رسمي على منتقدي إسرائيل بحجة معاداة السامية

٣١ مشاهدة
يشعر المزيد من منتقدي دولة الاحتلال الإسرائيلي في ألمانيا بالتضييق الرسمي من قبل حكومة أولاف شولتز وهو تضييق أصبح يتخذ أشكالا من إلغاء وفض اجتماعات بعضها فكرية وأكاديمية بالقوة عبر تدخل الشرطة الألمانية هذا إلى جانب أن المستوى الأكاديمي في بعض الجامعات أصبح يسير في ركب ثقافة الإلغاء باسم مكافحة معاداة السامية الذي يثير سخرية أكثر من السابق لدى أكاديميين من أصل يهودي وباتت حكومة شولتز تتخذ أخيرا مواقف أكثر تشددا تجاه الحركة المتضامنة مع فلسطين رافضة توجيه انتقادات حتى من المستوى الأكاديمي لسياسات دولة الاحتلال ولا يشمل التضييق الألماني الفلسطينيين فحسب بل حتى الألمان وشخصيات يهودية من البلد ومن خارجه ممن يرفضون الحرب على الشعب الفلسطيني التذرع الدائم بأن المسألة تتعلق بالخوف من أن تتحول الأنشطة المتعلقة بدعم فلسطين إلى شرعنة خطاب معاداة السامية لا يصمد حين يكون المستهدفون أيضا من النشطاء اليهود الذين يرفضون الصهيونية فعلى سبيل المثال قام مصرف برلين الادخاري في مطلع إبريل نيسان الحالي من دون سابق إنذار بتجميد الحساب التابع لمنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط الذي استخدمته الجمعية في ما يتعلق بمؤتمر حول فلسطين ومؤتمر فلسطين بحد ذاته جرى استهدافه بطريقة مثيرة فقد اعتبر زعيم مجموعة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ في البرلمان المحلي في برلين ديرك ستيتنر أنه حظر لمكافحة معاداة السامية المستوردة بين المهاجرين من أصل عربي كما ناشد علنا قبل المؤتمر منظمي الحدث في برلين عدم تأجير أماكن لمعادي السامية المقنعين وهو شخصية ترفع دوما شعارا ألمانيا مفاده لا مكان لمعاداة السامية لكنه الآن يصطدم بمعارضة أكاديمية واسعة ورفض تهم بأن كل انتقاد للاحتلال يصنف تحت معاداة السامية ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر تشرين الأول الماضي تمر السياسات الرسمية الألمانية في أزمة جدية في فهم التغيرات التي طرأت على مستوى الشارع والمستوى الأكاديمي بالهروب نحو تهمة معاداة السامية لدائرة تتوسع مؤتمر فلسطين استهداف يثير لغطا كان من المفترض منتصف إبريل الحالي احتضان برلين مؤتمر فلسطين لمناقشة دور ألمانيا في الحرب على غزة لكن وزارة الداخلية الألمانية اختارت حظر دخول ضيوف مدعوين إليه من بين من منعوا من الدخول كان الطبيب الفلسطيني ـ البريطاني غسان أبو ستة إلى جانب وزير المالية اليوناني الأسبق المدافع عن الحقوق الفلسطينية يانيس فاروفاكيس هذا إلى جانب منع الباحث الفلسطيني سلمان أبو ستة من التحدث عبر الفيديو كونفرنس وكل ذلك بحجة أن المتحدثين الثلاثة سينشرون أفكارا معادية للسامية في المؤتمر الفلسطيني الذي تعرض لما يشبه هجمة سياسية وإعلامية تدخل الشرطة الألمانية جاء بأوامر عليا كما صرح بعض ضباطها لصحافيين أجانب أي أن المستوى السياسي أصدر أوامره البوليسية تحت مسمى حظر الأنشطة السياسية بحق سلمان أبو ستة وفاروفاكيس بعد توقيف الأخير في مطار برلين ومنعه من دخول البلاد أو أداء خطابه في برلين عبر الفيديو وقانون حظر الأنشطة السياسية جرى تطبيقه 13 مرة في ألمانيا منذ عام 1979 وهو ما سرى على تنظيم داعش في 2014 وحركة حماس في 2023 الحظر يحصل على أساس قانون الإقامة والهجرة واللجوء وقانونيا لا يمكن فرضه على مواطني الاتحاد الأوروبي ومع ذلك فقد جرى فرضه على فاروفاكيس وغسان أبو ستة جرى تطبيق قانون حظر الأنشطة السياسية 13 مرة في ألمانيا منذ عام 1979 بالطبع تثير تصرفات الساسة التنفيذيين الألمان بزعامة شولتز انتقادات ألمانية داخلية وفي السياق كتب الصحافي في قناة إن تي في ماكسيميليان بيرسيكي أنه من الواضح أن السلطات الألمانية قررت بعد الضجة العارمة أنها أدخلت نفسها في حفرة عميقة من الاستبداد السخيف إنهم يحاولون الآن الخروج من هذا الأمر بالحديث من الواضح أن الأنشطة التضامنية مع القضية الفلسطينية حتى وإن كانت على شكل ندوة يشارك فيها كحد أقصى 200 ضيف كما كان مقررا مع مؤتمر فلسطين باتت تصنف أنها صادرة عن ناشطين مؤيدين لفلسطين بطريقة عدوانية يمجدون العنف وخطابهم معاد للسامية كما ساقت بعض الصحف وشخصيات مؤيدة لتكميم الأفواه الأكاديمية وخصوصا بعد رسالة نحو 50 أكاديميا في وقت سابق من الشهر الحالي اتهمت سياسات برلين بدعم سياسات إسرائيل القاعة التي كانت ستحتضن مؤتمر فلسطين شهدت اقتحاما أمنيا ونزع ضباط الشرطة الميكروفونات ومكبرات الصوت بل وقطعوا التيار الكهربائي عنها منع حديث الضيوف في قاعة لا تتجاوز مساحتها 200 متر مربع يشير إلى أن برلين تعيش أزمة حقيقية في سياساتها التي لا تفرق بين انتقاد دولة الاحتلال وشعار منع معاداة السامية وما أرعب ساسة برلين أن مؤتمر فلسطين رفع شعار نحن نتهم وذلك لمناقشة دور السياسة الألمانية في مساندة حرب الإبادة في غزة معاداة السامية تهمة تثير سخرية أكاديمية معرفة من يدعم مؤتمر فلسطين وانتقاد سياسات الأصدقاء في إسرائيل كما يردد شولتز في مواقفه المثيرة اليوم للجدل عن حكومة بنيامين نتنياهو ينهيان سريعا كذبة معاداة السامية ومن بين منظمي مؤتمر مناقشة سياسات برلين كانت جمعية الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط إلى جانب حزب يساري منشق عن دي لينكه يسمى ريفولوشناري لينكه وحركة المقاطعة بي دي غس والحركة الديمقراطية الأوروبية ربما ما أثار ذعر الراغبين بمحاصرة العمل التضامني مع فلسطين أن تلك المنظمات مع غيرها تطالب بوقف كامل لصادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل واستئناف المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى أونروا الوقوف لأعمى مع إسرائيل ليس تهمة محلية الآن بل إن حكومة شولتز متهمة من نيكاراغوا أمام محكمة العدل الدولية بالتواطؤ في الإبادة الجماعية وبعض النشطاء من الصوت اليهودي اعتبروا تهمة معاداة السامية سخيفة كما صرح للصحافيين في برلين رئيس تلك المنظمة فيلاند هوبان في وقت سابق نشر بيان على موقع النظرية النقدية في برلين وقعه نحو 50 مثقفا بينهم أسماء مثل الفيلسوفين أكسل هونيث وكريستوف مينكي وعالم الاجتماع هارتموت روزا ينتقد قرار جامعة كولن إلغاء منح درجة الأستاذية المرموقة ألبرتوس ماغنوس أحد أعظم العلماء الألمان في العصور الوسطى لهذا العام للفيلسوفة الأميركية نانسي فريزر ومع أن الأخيرة أكاديمية كبيرة في نيويورك وكان يفترض أن تلقي محاضرتين في كولن في مايو أيار المقبل حول نقد الرأسمالية إلا أن موقفها من محاولات ألمانية للحد من النقاش العام والأكاديمي حول إسرائيل وفلسطين وبخطوط حمراء حددتها الحكومة جعل الجامعة تتراجع عن تكريمها تذرعت الجامعة بتوقيع فريزر في نوفمبر تشرين الثاني الماضي على بيان الفلسفة من أجل فلسطين وأيدت فريزر وجهة النظر القائلة إن إسرائيل هي دولة فصل عنصري وإن سكان غزة هم ضحايا الإبادة الجماعية وعلى دعوة الأكاديميين في جميع أنحاء العالم إلى مقاطعة أكاديمية وثقافية للمؤسسات الإسرائيلية بعض النشطاء من الصوت اليهودي اعتبروا تهمة معاداة السامية سخيفة وأخيرا رفضت شخصية مهمة أخرى في اليسار الأكاديمي الأميركي الفيلسوفة جوديث بتلر أن تصف الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي بأنه هجوم إرهابي وعمل معاد للسامية بل اعتبرته بدلا من ذلك انتفاضة وعمل مقاومة مسلحة جماعات الضغط الصهيوني في ألمانيا دعت حكومة مدينة فرانكفورت إلى تجريد بتلر من جائزة تيودور أدورنو التي حصلت عليها عام 2013 هذا بالطبع إلى جانب رفض منح جائزة هانا أرندت للكاتبة الروسية الأميركية ماشا جيسن التي يعتبرونها معادية السامية علما أن فريزر وجيسن وبتلر لديهن خلفية يهودية المقلق عند حكومة شولتز ليس فقط مؤتمر فلسطين الذي تعرض لإلغاء بوليسي خالص بل اتساع نطاق معارضة ثقافة الإلغاء التي تنتهج في برلين ففريزر وغيرها ولرمزية الخلفية اليهودية يرفضون محاولات إسكات الأصوات الناقدة للاحتلال الإسرائيلي والدعوة إلى مقاطعته ما يثير مخاوف توسع المقاطعة الأكاديمية والثقافية بل إن فريزر اعتبرت في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر روندشاو أن الدفاع عن إسرائيل باسم معاداة السامية يبدو دفاعا أجوفا معتبرة طلب جامعة كولن توضيح موقفها أمرا وقحا فلماذا علي أن أفعل ذلك أنا شخص حر ويمكنني التوقيع على البيانات التي أريدها واتهمت فريزر السياسة الألمانية بأنها تقيد الحرية الأكاديمية وحرية الرأي والتعبير والمناقشة المفتوحة وذهبت إلى اعتبار أن ألمانيا مصابة بحمى على حساب الأوساط الأكاديمية داعية الألمان إلى أن يفهموا مدى تعقيد واتساع نطاق اليهودية وتاريخها ومنظورها بدلا من تقديم تعهد غير مشروط بالولاء لإسرائيل وشددت على أنه ليس من مسؤولية ألمانيا أن تتحمل وطأة حكومات إسرائيل في كل شيء كما شددت فريزر على أنه لا يمكن لإسرائيل أن تكون وكيلا لتراث اليهود بل على العكس من ذلك فإنها من خلال تصرفاتها الحالية ترتكب خيانة لما يمكن أن أسميه الجوانب الأكثر أهمية في اليهودية اليهودية كتاريخ ومنظور وفكر وأضافت أنا أتحدث عن يهودية موسى بن ميمون وسبينوزا وعن سيغموند فرويد وهاينريش هاينه وإرنست بلوخ التقليد اليهودي الذي لن يختزل اليهودية في القومية المتطرفة التي تدمر قطاع غزة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح