أفلام عن الخرطوم وغزة التوثيق لمنع التغييب والتزوير
فيلمان عن الخرطوم وآخران عن غزة (2024). مُشاهدتها تُنبّه إلى نبضٍ حيوي في مروياتها، وإلى طغيان همّ فردي ـ جماعي إزاء الحاصل في الخرطوم والقطاع. قسوة الحاصل تُلهي، أحياناً، عن اشتغال سينمائي، خاصةً إنْ يُنجز الفيلم لحظة الغليان.
هذا السؤال معروفٌ: إلى أي مدى يُمكن للسينما أنْ تحضر في فيلمٍ، يوثِّق الحاصل لحظة حصوله، أو بعده بقليل؟ والسؤال، رغم تكراره بين حينٍ وآخر، يعني نقاشاً حول قدرة السينمائيّ على إيجاد توازنٍ فعلي بين ما يرويه وكيفية سرده، أي بين النصّ وشكل كتابته بالصُّور. في الوثائقيّ، هناك خطر الانزلاق إلى الريبورتاج التلفزيوني. في الروائي، يُخشى الوقوع في أفخاخٍ عدّة، كالنضال والتسرّع والانفعال، التي تُشكّل جزءاً من خطر الانزلاق إلى الريبورتاج أيضاً.
الأفلام الأربعة تتشابه في أنّ السينما قليلة (تختفي كلّياً في بعضها)، والريبورتاج حاضر: سودان يا غالي للفرنسية هند المدب، ومدنياااو (أي مدنيّة) للسوداني محمد صباحي، ووين صرنا؟ للتونسية درة زروق، وغزة التي تطلّ على البحر للفلسطيني محمود نبيل أحمد. الميل التلفزيوني حاضرٌ في مدنياااو ووين صرنا؟. الأول يوثِّق أساساً دور الفن في الثورة السودانية. الثاني يُسجِّل ما تقوله ثلاث شقيقات فلسطينيات، يأتين إلى القاهرة بعد قسوة اليوميّ في غزة. الأول غير غائصٍ كلّياً في التلفزيوني، إذْ تظهر محاولات بصرية لإيجاد معادلات جمالية بين المرويّ على ألسنة شابات وشبّان سودانيين زمن ثورتهم الأخيرة (2019)، والحاصل في الشارع، بلغة تتحرّر قليلاً من المباشرة، رغم أنّ المباشرة، الحاضرة في وين صرنا؟ كثيراً، ضرورية في أفلامٍ، يهتمّ منجزوها بتوثيقٍ، أقرب إلى التأريخ، وهذا مطلوبٌ.
/> سينما ودراما التحديثات الحيةأفلامٌ عن غزّة ومنها: توثيق الحاصل فقط
في سودان يا غالي، شيءٌ من الذاتي ـ الشخصي يشارك في فهم بعض الحاصل. فلهند المدب علاقات (تبدو وطيدة) مع شابات وشبّان، تتصلّ ببعضهنّ من باريس، وتُصوّر الجميع في الخرطوم، زمن الثورة نفسها. تختار لقطات صامتة، لتكون امتداداً لغليان ذاتٍ وروح، في لحظات قسوة، أو لتستكمل فرحاً آنيّاً وسط خرابٍ ووجع. بعض هذا يُشاهَد
ارسال الخبر الى: