تحت عنوان الياسمين وبعيدا عن أي مراسم احتفالية أو تسميته بالمهرجان كما جرت العادة في كل عام ينظم معهد إدوار سعيد الوطني للموسيقى في الفترة من 18 يونيو حزيران الحالي إلى 30 يوليو تموز المقبل فعالية تحت شعار أغاني المقاومة ماضيها وحاضرها ومستقبلها تشتمل على ورشات وعروض موسيقية يشير المدير الفني لـالياسمين الفنان طارق عبوشي إلى أن المهرجان الذي ينظمه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى اتخذ اسمه من ثورات الربيع العربي وعادة ما ينحاز إلى أنماط موسيقية متعددة ومن بينها الأنماط الموسيقية السائدة في المنطقة والعالم يوضح أن الفعالية لن تكون مهرجانا هذا العام بسبب حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة وفي الضفة الغربية وتداعياتها فبات الياسمين فعالية تنحاز إلى أغاني المقاومة بما ينقل تجارب الماضي إلى الجيل الحالي ويمد جسورا بين من قدموا أنماطا مختلفة من أغاني المقاومة في فلسطين من أجيال مختلفة لسد فجوات عدة في هذا المجال أغاني المقاومة والتحرر يقول عبوشي في حديثه إلى العربي الجديد إن من بين مخرجات الياسمين بنسخة 2024 الإتيان بإنتاجات لا تقل عن عشر أغنيات تجمع بين أجيال وأنماط موسيقية مختلفة لمن يقدمون أغنيات المقاومة بأشكالها المتباينة ولكنها تصب جميعها في مقاومة الاحتلال ومساعي التحرر ومنها إنتاجات لا بد أن تحاكي الواقع المعاش هذه الأيام من حرب إبادة تمارس على شعبنا في كامل الجغرافيا الفلسطينية يلفت عبوشي إلى أن الفكرة من الإنتاجات الجديدة هي مد الجسور ما بين الأجيال المختلفة من صناع أغاني المقاومة في فلسطين ولأجلها وإتاحة المجال لإنتاج إبداعات موسيقية غنائية تتكون نتيجة ورش العمل ومن المقرر تسجيلها في استوديوهات معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في مدينة رام الله لتمزج هذه الإنتاجات ما بين إبداعاتهم ورؤاهم الفكرية المختلفة وحول الفرق ما بين أغاني المقاومة في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته تلك التي كان يقدمها إيميل عشراوي ووليد عبد السلام وأبو نسرين والراحل مصطفى الكرد وغيرهم والنمط الجديد من هذه الأغنيات التي يقدمها تامر نفار وميساء ضو وصولا إلى شب جديد وسينابتيك يقول عبوشي إن ثمة اختلافات تتعلق بالأوضاع الميدانية السائدة وطبيعة الطاقة لدى كل جيل والأنماط والقوالب واللغة الموسيقية وطرق الترويج للأغنيات وهذا اختلاف طبيعي تبعا لتغيرات المرحلة سياسيا ومجتمعيا وثقافيا والتحولات المرتبطة بروح المبادرة والعمل التطوعي فنانون كثر قضية واحدة في ما يتعلق بالأغنيات الوطنية أو أغاني المقاومة التي يقدمها فنانون فلسطينيون كحمد عساف وناي البرغوثي وسناء موسى ودلال أبو آمنة وغيرهم يشير عبوشي إلى أن لكل منهم ما يميزه ويساهم في انتشار أغانيه ذات الطابع الوطني والمقاوم فمحمد عساف مثلا اتجه نحو البوب في حين أن سناء موسى على سبيل المثال تهتم بتجديد النمط الفلكلوري في الأغنية المقاومة وهو جانب مهم أيضا باعتبار الفلكلور الفلسطيني وفلكلور المنطقة الموسيقي والغناء أثر وتأثر بالأوضاع الاستثنائية التي عايشها الفلسطينيون منذ قرن أو يزيد وانعكست في مفردات الأغاني بدوره يلفت مدير معهد إدوارد سعيد الوطني في رام الله والمدير الإداري لـالياسمين 2024 اعتراف الريماوي إلى أن انحياز هذه الدورة إلى أغاني المقاومة يأتي لاعتبارات عدة بينها أن هذه الأغاني تشكل جزءا أصيلا من الفعل والعمل الثقافي والفني الفلسطيني الذي يأتي في سياق النضال التحرري ضد الاستعمار الصهيوني