في أعماق النهر قرش اليمين وناشطو باريس

٧٧ مشاهدة
بثت نتفليكس أخيرا فيلم في أعماق النهر أو Under Paris من إخراج أكزافية جين الذي عرف بإخراجه الجزء الأول من سلسلة أفلام Hit Man المقتبسة عن لعبة فيديو تحمل الاسم ذاته تزامن عرض الفيلم مع إعلان كل من بلدية باريس ورئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون أن العرض الافتتاحي للألعاب الأولمبية وبعض المسابقات المائية ستقام في نهر السين المعروف بتلوثه الشديد إلى حد وجود نسبة من البراز فيه يأتي في أعماق النهر قراءة ساتيرية لطبيعة التلوث في العالم يتحدث عن سمكة قرش متحولة جينيا تدخل المدينة عبر النهر وتتكاثر فيها وحدها كون القروش المتحولة إناثا ولا تحتاج إلى رجال للتكاثر وهنا إحالة إلى أن الطبيعة امرأة وانتقامها شديد ليرتكب القرش مجزرة ملتهما ناشطي البيئة المدافعين عنه ثم السباحين في النهر ضمن مسابقة تنظمها البلدية كثرت المقالات عن الفيلم بوصفه صورة عن نهر السين وخطورته الشديدة إذ لا ينجو من القرش لا الشرطة ولا المواطنون ولا ناشطو البيئة وهنا المفارقة القرش ينتصر في النهاية تتفجر قنابل قديمة في السين بسبب رصاص الجيش الموجه ضد القرش أيضا إحالة إلى ما يمكن أن يحتويه النهر من مخاطر لتغرق مدينة باريس وتتغير معالمها وينتصر القرش الفيلم ذو الميزانية المتواضعة 20 مليون دولار قورن بفيلم Jaws الشهير لكن لا يصح ذلك خصوصا أن توقيت بث الفيلم هو الأهم فالتقارير التي صدرت عن استحالة تنظيف النهر لاستقبال الألعاب المائية تكشف خطورة مياهه كذلك تاريخ النهر نفسه المليء بالقتلى طوال العصور وبعضهم من المهاجرين الذين ألقوا فيه بعد إعدامهم عام 1961 بصورة ما كأن المدينة ترمي بذنوبها وخطاياها في النهر الذي يختزل تاريخها المشين هناك عامل آخر مرتبط بالوقت وهو الانتخابات الأوروبية التي انتصر فيها اليمين المتطرف ما اضطر إيمانويل ماكرون إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات فاز في دورتها الأولى اليمين المتطرف ثم قلب تحالف اليسار الجبهة الشعبية الجديدة الطاولة ليحل أولا في الجولة الثانية مقابل مرتبة ثالثة لليمين المتطرف في السياق الجديد يكتسب الفيلم معالم أخرى تحت باريس أي تحت الصورة النمطية لمدينة الأنوار وأزمة الألعاب الأولمبية ظهر اليمين المتطرف الذي تنتشر الأحرف الأولى من اسم حزبه التجمع الوطني Rassemblement National في أرجاء المدينة وكأن الخطر الأكبر في المدينة يختفي تحت هذه الصورة البراقة وبانتظار اللحظة المناسبة كي ينفجر ويغرق المدينة بمن فيها مغيرا ملامحها تغيير الملامح هذا شهدناه بترحيل المشردين وطالبي اللجوء من المدينة ودعوات اليمين المتطرف إلى تنظيف فرنسا واحتجاجات الناشطين الذين يعملون ضد دعاية اليمين لكن في الفيلم التهمت القروش الناشطين يكشف الفيلم تقاعس بلدية باريس وعجزها عن الإيفاء بوعودها خصوصا أن السباحة المفترضة لماكرون والعمدة آن هيدالغو قد ألغيت بسبب الانتخابات وقبل ذلك لم يتردد الناشطون في تنظيم فعالية في اليوم ذاته المقرر لسباحة الرئيس والعمدة وذلك للتبرز في نهر السين احتجاجا على سياسات المدينة أثناء الألعاب الأولمبية تلك التي تبدأ بمضاعفة أسعار المترو انتهاء بحرمان سكان المدينة من سهولة التنقل بسبب الاكتظاظ الهائل أثناء الأولمبياد إذ يتوقع أن تستقبل المدينة أكثر من 16 مليون سائح يقدم في أعماق النهر قراءة ساتيرية عنيفة ودموية لعاصمة الأنوار التي عرفت بمتنزهاتها ومقاهيها تختزل تحت هذا الوجه تعصبا وميلا إلى كراهية الأجانب في بعض أحيائها مع ذلك لا تخفى على أحد التظاهرات الدائمة ضد خطر اليمين المتطرف وضد العدوان على قطاع غزة وضد دعم الاحتلال الإسرائيلي وكأن هناك أملا بعد الطوفان المحتمل بأن المدينة قادرة على استعادة عافيتها والأهم حريتها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح