أطفال العراق ذوو البشرة السمراء ضحايا التنمر المدرسي

42 مشاهدة

يعتبر العراق من أبرز الدول الغنية بالتنوع العرقي، لكن ظواهر عنصرية، من بينها التنمر بين الأطفال والشبان، باتت تقلق أفراد المجتمع.

يتجذّر التنمّر في مدارس العراق، في وقت لا تتخذ وزارة التربية أي معالجات اجتماعية أو إدارية. ويتأثر به بشكل أكبر الأطفال أصحاب البشرة الداكنة الذين يستمرّون في مواجهته حتى على مستوى الوظيفة لاحقاً. وليست معاناتهم مجرد شكاوى فردية، بل ظاهرة اجتماعية ذات جذور تاريخية وثقافية، إذ يتوزع أصحاب البشرة الداكنة في عموم المناطق، خصوصاً في المدن الجنوبية، وتحديداً البصرة، ويبدو أن صعوبة الحصول على فرص عمل هي أبرز ما يواجه من يتعرضون للتنمر، ويشمل ذلك القطاعين العام أو الخاص، رغم أن العراق اتخذ خطوات رسمية للتمسك بمبادئ المساواة، وصادق عام 1970 على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري التي تتضمن أحكاماً تؤكد حقوق العيش الكريم للأقليات العرقية.

تقول منى (17 سنة) من مدينة البصرة، لـالعربي الجديد: أذهب كل صباح إلى المدرسة في قلق لأنّ بعض زميلاتي يقلن إن بشرتي داكنة جداً، ويصفنني بكلمات مثل سودة، أو أسمر أسمر، أو كاكاو. هذه التعليقات تسبّبت لمنى في حرج كبير أمام زميلاتها، وجعلتها ترفض الذهاب إلى المدرسة، خصوصاً أن المرشدة التربوية لا تفعل شيئاً سوى توبيخ البنات، في حين أن التوعية بآثار التنمّر العنصري أو تقييم لون البشرة مفقودة تقريباً.

وهذه أيضاً حال حوراء (19 سنة) التي عانت في المدرسة من موضوع لون البشرة، وتوضح أن أخواتها وبنات عماتها اللواتي كنّ بعمر قريب منها ومكثن في الدار نفسها لم تكن بشرتهن غامقة بالدرجة نفسها، بل أفتح بكثير وحتى بيضاء، وتقول لـالعربي الجديد: لم أستطع التخلص من التنمر حتى اليوم. عندما كنت صغيرة كانوا ينادونني بسودة، وكنت أرى أن الاهتمام ببنات عماتي يختلف تماماً. لم أرغب في الذهاب إلى المدرسة، ثم أصبحت أدرس في البيت فقط. وحالياً تجاوز عمري مرحلة المدرسة، وكان يفترض أن أكون في الجامعة، لكن التنمّر أثّر في نفسيتي ودراستي.

/> الجريمة والعقاب التحديثات الحية

العراق: تنامي العنف

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح