في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 قرر وزير الأمن الإسرائيلي السابق يوآف غالانت قطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة ووقف إمدادات الوقود التي تعمل على تزويد محطة التوليد الوحيدة به ليتحول القطاع بعد أيام قليلة من الإعلان إلى بقعة مظلمة تماما ولا تزال وما بعد ذلك عمد الاحتلال إلى تدمير البنية التحتية الخاصة بالقطاع الكهربائي ليصبح الحصول على التيار أمرا استثنائيا لا يمكن الوصول إليه إلا عبر مصادر بديلة عن التيار الاعتيادي مثل الطاقة الشمسية وبعض المولدات التي بقيت تعمل لبضعة أسابيع من حرب الإبادة الإسرائيلية وانعكس انقطاع التيار الكهربائي في غزة بالسلب على حياة 2 4 مليون فلسطيني ولا سيما في ما يتعلق الاتصال والتواصل إلى جانب توفير المياه في المنازل في الأشهر الأولى من الحرب وصعوبة رفعها للبيوت في ظل انقطاع الكهرباء فضلا عن التداعيات السلبية التي شهدها القطاع الصحي بفعل أزمة الوقود واللجوء في كثير من الأحيان لوقف العمليات وجدولتها بناء على توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات الصغيرة وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة للعام الثاني على التوالي عانى القطاع أزمة طاقة متكررة نتيجة لضعف عمل المولدات الموجودة في شركة محطة توليد الكهرباء وحاجتها إلى التطوير المستمر فضلا عن عدم زيادة الاحتلال للكميات الواردة عبر الخطوط التي تربط القطاع بالأراضي المحتلة وتوقف الخطوط الواردة من مصر منذ سنوات وبحسب بيانات شركة توزيع الكهرباء في غزة وسلطة الطاقة فإن احتياجات القطاع تراوح بين 400 إلى 500 ميغاواط وتصل إلى 600 ميغاواط في ذروة الاستخدام خلال فصلي الشتاء والصيف وما كان يتوفر للمحطة من مختلف الأطراف المصرية والإسرائيلية مع إنتاج محطة الكهرباء لا يتجاوز 250 ميغاواط بعجز يراوح بين 50 و70 عند تأثر عمل المحطة الأمر الذي كان ينعكس على طبيعة جداول توزيع الكهرباء قبل الحرب وخلال الحرب يعتمد الفلسطينيون على نقاط تعمل بالطاقة الشمسية لشحن هواتفهم الذكية أو بعض البطاريات المتوفرة للإنارة مقابل مبالغ مالية وإن كانت الظروف المناخية وتحديدا في فصل الشتاء تلعب دورا سلبيا في توفير الطاقة في الأثناء يقول مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء في غزة محمد ثابت إن التقديرات الأولية لخسائر قطاع الكهرباء تبلغ 450 مليون دولار وهي أرقام تقديرية جراء استمرار الحرب على غزة وصعوبة توثيق كل الخسائر ويضيف ثابت لـالعربي الجديد أن 90 من مخازن شركة توزيع الكهرباء جرى تدميرها بشكل كامل وجزئي على امتداد فترات الحرب المتواصلة للشهر الخامس عشر على التوالي بالإضافة إلى تدمير 70 من مباني الشركة ومرافقها كليا وجزئيا خلال فترة الحرب الإسرائيلية على القطاع وبحسب مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء فقد سببت حرب الإبادة الإسرائيلية تدمير 90 من آليات الشركة ومعداتها بما في ذلك الشاحنات والرافعات التي كانت مخصصة للعمل وتمديد الشبكات لافتا إلى أن الحرب سببت تدمير 68 من شبكات التيار الكهربائي على صعيد الضغط المنخفض والمتوسط فضلا عن خسائر في قطاع التشغيل والتحكم بنسبة 100 بالإضافة إلى خسائر بالنسبة نفسها في القطاع التجاري الخاص بشركة التوزيع في غزة والمرحلة الأولى المتعلقة بإعادة تمديد خطوط التيار الكهربائي للقطاع الخدماتي والحيوي سيستغرق ستة أشهر في حال توقفت الحرب وفي حال تم إدخال المعدات اللازمة وفق ثابت الذي يشير إلى أنه بعد ذلك سيتم النظر في مد الأحياء السكنية ثم الانتقال إلى إعادة بناء شبكات الضغط المتوسط والمنخفض وتأسيس الشبكات من جديد بعد التدمير الذي لحق بها وتقتصر الخسائر المقدرة والمعلنة حاليا على قطاع شركة توزيع الكهرباء في غزة في حين لا توجد خسائر واضحة في ما يتعلق بقطاع الطاقة المتعلقة بالإنتاج ولا سيما محطة التوليد الوحيدة وهي قرب منطقة وادي غزة والتي يجري استهداف محيطها باستمرار إلى ذلك يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة إن جيش الاحتلال عمد منذ بدء الحرب حتى اليوم إلى تدمير 3130 كيلو مترا من شبكات الكهرباء وكذلك قام بتدمير 125 محولا من محولات توزيع الكهرباء الأرضية ودمرها بالكامل ويوضح الثوابتة لـ العربي الجديد أن الاحتلال تعمد خلق أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة خاصة خلال حرب الإبادة الجماعية ما سبب تداعيات وآثارا عميقة على جميع جوانب الحياة في عدة قطاعات حيوية ويؤكد أن أزمة الكهرباء أثرت على القطاع الصحي حيث سبب ذلك تعطل المستشفيات وقدرتها على تشغيل المعدات الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة غسيل الكلى مما يهدد حياة المرضى وتعطل غرف العمليات الجراحية في ما تبقى من المستشفيات علاوة عن الصعوبة في تخزين الأدوية وينبه مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إلى التأثير الذي لحق على البنية التحتية والخدمات الأساسية ما سبب انقطاع المياه وتوقف محطات ضخ المياه التي تعتمد على الكهرباء ما يؤدي إلى شح المياه النظيفة فضلا عن تعطل شبكات الصرف الصحي ما سبب انتشار الأمراض وزيادة المخاطر الصحية وبحسب الثوابتة فقد تضررت قطاعات مثل الاتصالات حيث أعاق انقطاع التيار الكهربائي عمليات التواصل والاتصال بخاصة في حالات الطوارئ فضلا عن التداعيات المتعلقة بالقطاع التعليمي وتوقف التعليم الإلكتروني ويبين أن القطاع الغذائي تضرر هو الآخر جراء أزمة انقطاع التيار الكهربائي ما سبب تلف الأطعمة جراء تعطل الثلاجات علاوة عن التسبب في تعطيل المخابز إذ تعتمد على الكهرباء لتشغيل المعدات