أصوات نساء تتصدر الجوائز بروايات تلتقط الإيقاع اليومي للمدينة

11 مشاهدة

مع إعلان القائمة القصيرة لجائزة أبو القاسم الشابي للرواية العربية في الخامس من الشهر الجاري، برز حضور لافت لأصوات روائية تنتمي للجيل الجديد من النساء. فمن بين الأعمال الأربعة المرشحة، هناك عملان للكاتبتين المصريتين شيرين فتحي وكاميليا عبد الفتاح من مصر، إلى جانب الكاتبين الجزائري عبد الوهاب عيساوي، والعراقي الكردي هونر كريم، حيث سيعلن عن الفائز بالجائزة في حفل يقام يوم غد السبت.

لكن هذا الظهور لا يمكن التعامل معه بوصفه حدثاً جندرياً منفصلاً؛ فهو جزء من تحوّل أوسع في الذائقة السردية العربية، يظهر أيضاً في قوائم جوائز أخرى مثل البوكر العربية وكتارا وغيرهما، ويشير إلى مسار عام يعيد تعريف ما يُنتظر من الرواية العربية اليوم.

فالروايات الجديدة لم تعد تنشغل بالبنى الكبرى التي شكّلت الرواية العربية لعقود، مثل التاريخ والمدينة والهوية، بقدر ما تلتفت إلى ما هو يومي ودقيق وهامشي. إنها روايات تنظر إلى العالم من الداخل، من موقع الفرد لا من موقع الجماعة، وتكتب التحوّلات الصغيرة التي تصنع حياة جيل كامل. بدلاً من الرواية التي تتّكئ على حدثٍ كبير أو خطاب عام، تظهر نصوص تتتبع تجربة شابّة تبحث عن عمل، أو علاقة عائلية مضطربة، أو اغتراب داخل مدينة غير مستقرة. ومن الإجحاف أن تصنف هذه النصوص باعتبارها كتابات نسائية، فهي كتابة جيل يعيش تحت ضغط اقتصادي واجتماعي، وينتج خطاباً جديداً عن الذات والمدينة والجسد والعمل، بصرف النظر عن طبيعتها أو تصنيفها.

لا يمكن فهم هذا التحوّل دون النظر إلى تجربة جيل ما بعد 2011

تُساهم بنية النشر العربي بلا شك في ترسيخ هذا التحول، فقد فتحت دور النشر المستقلة في القاهرة وبيروت وتونس وغيرها، المجال أمام أصوات جديدة لم تكن تجد طريقها بسهولة في العقود الماضية. وترافق ذلك مع توسّع التوزيع الرقمي، وظهور منصات القراءة الجديدة، ما منح الكاتبات والكتّاب هامشاً أوسع لطرح موضوعات كانت متجاهلة ومنسية، مثل العنف العائلي، وهشاشة العلاقات، والمدن الصغيرة، والوظائف المؤقتة التي تحدد مصائر الشباب اليوم. وهكذا لم تعد الرواية مقيدة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح