واصلت أسعار النفط انخفاضها أمس الاثنين مع انحسار خطر تعطل الإمدادات بسبب عاصفة رافاييل في الولايات المتحدة وبعدما خيبت خطة التحفيز الصينية آمال المستثمرين الساعين لنمو الطلب على الوقود في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم وتم تداول مزيج خام برنت بالقرب من 74 دولارا للبرميل خاسرا نحو 0 3 بعد أن خسر أكثر من 2 يوم الجمعة الماضي في حين اقترب خام غرب تكساس الوسيط الأميركي من 70 دولارا متراجعا بنسبة مماثلة وقال محللون في بنك إيه إن زد إن الافتقار إلى التحفيز المالي المباشر في الصين يعني أن صناع السياسات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم تركوا مجالا لتقييم تأثير السياسات التي ستطبقها الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترامب ومن المتوقع أن ينمو استهلاك النفط في الصين بالكاد في عام 2024 مع تباطؤ نموها الاقتصادي وانخفاض استخدام البنزين مع النمو السريع للسيارات الكهربائية وإحلال الغاز الطبيعي المسال محل الديزل وقودا للشاحنات وتراجعت أسعار النفط أيضا بعد انحسار المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات بسبب العاصفة رافاييل في خليج المكسيك بالولايات المتحدة وأوقف منتجو الطاقة أكثر من 23 من إنتاج النفط في خليج المكسيك بالولايات المتحدة الجمعة الماضي والسبت بات أكثر من ربع إنتاج النفط الخام متوقفا وكذلك نحو 17 من إنتاج الغاز الطبيعي في أعقاب الإعصار رافاييل وضرب الإعصار خليج المكسيك يوم الأربعاء وانتقل بعد ذلك إلى وسط الخليج ما دفع شركات النفط إلى إخلاء العشرات من منشآت الإنتاج والحفر ويشكل خليج المكسيك الأميركي 15 من إجمالي إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة و2 من إنتاج الغاز الطبيعي لكن أحدث التوقعات بشأن مسار الإعصار رافاييل وشدته أدت إلى تقليص المخاطر التي يشكلها الإعصار على إنتاج النفط ويبدو أن أسعار النفط مرشحة نحو مزيد من الهبوط خلال الفترة المقبلة لا سيما وسط توقعات تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى خاصة في الصين والكتلة الأوروبية بسبب سياسات ترامب الحمائية فضلا عن نهجه الذي يرمي إلى زيادة إنتاج النفط الأميركي وتوقع محللون في قطاع الطاقة أن تشهد ولاية ترامب الثانية تأثيرات سلبية على أسعار النفط مع حرص المنتجين على الحفر والإنتاج أكثر عندما لا تعوقهم البيروقراطية التي شهدتها ولاية الرئيس الحالي جو بايدن فضلا عن ضغطه المحتمل على كبار المنتجين في منظمة أوبك لعدم خفض الإنتاج للإبقاء على الأسعار عند مستويات لا تسمح بارتفاع التضخم في الولايات المتحدة ورغم تشجيع ترامب على زيادة إنتاج النفط في بلاده فإن بنوكا عالمية تتوقع أن يظل نمو إنتاج النفط الأميركي معتدلا مشيرة إلى أن شركات استكشاف وإنتاج النفط الصخري تعطي الأولوية لانضباط رأس المال وعائدات المساهمين على الزيادات السريعة في الإنتاج وأشار بنك ستاندرد تشارترد إلى أن إنتاج الخام الأميركي سجل 13 4 مليون برميل يوميا في أغسطس آب 2024 وهو أعلى مستوى على الإطلاق فوق الرقم القياسي السابق البالغ 13 3 مليون برميل يوميا المسجل في ديسمبر كانون الأول 2023 وزاد إنتاج الخام الأميركي بمقدار 4 7 ملايين برميل يوميا منذ أدنى مستوى له خلال عصر وباء كورونا في مايو أيار 2020 ومع ذلك فهو أعلى بمقدار 0 4 مليون برميل يوميا فقط من أعلى مستوى قبل الوباء في نوفمبر تشرين الثاني 2019 مما يؤدي إلى معدل نمو إنتاج سنوي يبلغ 80 ألف برميل يوميا فقط خلال هذا الإطار الزمني وعلاوة على ذلك من المتوقع أن يستمر تباطؤ معدل النمو في العام الحالي وفي عام 2025 فقد زاد المعروض من السوائل في الولايات المتحدة بمقدار 1 605 مليون برميل يوميا في عام 2023 لكن ستاندرد تشارترد توقع نموا قدره 630 ألف برميل يوميا فقط في عام 2024 ثم يتباطأ أكثر إلى 300 ألف برميل يوميا في عام 2025 ويشير البنك وفق نشرة أويل برايس الأميركية المتخصصة في الطاقة إلى أن ديناميكيات إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة تجعل من الصعب الحفاظ على زيادات المعروض على المدى الطويل لافتا إلى أن إنتاج النفط في البلاد يهيمن عليه عدد قليل من الشركات الكبرى والمنتجين المستقلين إلى جانب الشركات الخاصة وليس شركة نفط وطنية كما هو الحال غالبا مع العديد من منتجي أوبك وقد ودعت هذه الشركات إلى حد كبير أيامها التي كانت تتسم بالسرعة في الحفر وزيادة الإنتاج واعتمدت انضباطا صارما في رأس المال لإعادة المزيد منه إلى المساهمين على شكل أرباح وإعادة شراء الأسهم