أسطورة غزة الانفاق ام الرجال
٣٧ مشاهدة
تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
كثيرا ما نسمع اشادة بقدرات غزة في بناء منظومات الانفاق وتجهيزها واستخدامها وهي بكل حال عمل اعجازي نسبة لظروف غزة وطبيعتها ومساحتها وكونها تحت النار والرقابة والحصار وفي وجه عدو وتحالف عالمي غير المسبوق في تاريخ الامم والمقاومات.
فالأنفاق لاشك حصون منيعة قادرة على اتقاء شر الجيوش والطائرات والقنابل والصواريخ الارتجاجية. وقادرة على اخفاء الرجال وتيسير وصولهم الى اهدافهم في المكان والوقت المناسب.
لكن الحصون والقلاع والجدران والانفاق مهما كانت هندستها وعمقها ومساراتها هي اولا من صنع الانسان وانجزت بهمة وتصميم وعرق وصبر الرجال.
وثانيا هي تقانة بدائية منذ خلق الانسان وخاض الحروب والمعارك بدء مع الحيوانات المفترسة الى الحيوانات الناطقة من البشر الهمجيون والذين لا يعيشون الا على الحروب والدماء والابادة.
تاريخ محفور في الارض
والانفاق حصون طالما ودوما استخدمتها الشعوب والمقاومات وطورتها هندسة واخفاء وتحسين واعماق فكانت وسيلة الفيتناميون للتخفي عن الطائرات الأمريكية والوصول الى قلب قاعدة “ديان بيان فو” وتحقيق الانتصارات التاريخية. واعدها السوفيت والانصار لحماية العائلات والمقاتلين والمصانع والسلاح ومعركة ستالين غراد وموسكو تتحدث عن نفسها بإباء. واتقنها واعدها الكوريون مدن وحواضر ومصانع لإتمام مقاومتهم.
واتقنها الافغان في مواجهة القوات السوفيتية ولاحقا الامريكية والاطلسية. وصنعها الفلسطينيون وكانوا من اوائل من انشأ الانفاق وهندسها كما في انفاق الناعمة في لبنان التي اعدت منذ عقود ولم تنجح اسرائيل برغم اجتياحها لبيروت ووصولها الى الانفاق من تدميرها للتخلص منها.
اذن؛ الانفاق حصون قديمة وملاذات للمقاومات والشعوب التي تقاوم ولم تكن مرة في ازمنتها تقاتل او تؤمن نفسها او تحمي من فيها.
الانسان هو صاحبها وصانعها والمستفيد منها والقادر على تأمينها لتؤمنه.
لماذا تكبير دور الانفاق ووظيفتها والتعامل معها انها جديدة في وسائط التخفي والتحصن واعتبارها سر غزة وقدرتها على القتال والصمود والصبر؟.
لماذا تجاهل دور الانسان وقيمته وعبقريته التي تبز كل شيء بما فيها الانفاق؟
تجربة المقاومة في غزة تصنع الفرق
علما ان الاهم والاثمن في تامين وقدرة غزة على اطالة الحرب واستنزاف إسرائيل ومعها
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على