أساليب حوثية تعزز ما يفعله سلاحها

80 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

لا تستند الحركة الحوثية في استمرار هيمنتها وسيطرتها في صنعاء إلى السلطة والقوة العسكرية وحدها، فالسلطة وقوة السلاح لا يكفيان لضمان استمرارها في موقع الهيمنة، من دون اتباع أساليب وحيل من شأنها إنهاك المجتمع، وإشغال الناس، وإغراقهم في قضايا كونية ومعارك وهمية كبرى تُفرض عليهم دون أن يخوضوها فعلياً. لكنها، من ناحية أخرى، فعالة في صرف الناس عن التفكير أو الاهتمام بمسائل حياتهم اليومية، وما يتصل بشؤونهم الشخصية والعائلية والمهنية والعلمية والاقتصادية، وتأخذهم بعيداً عن القيام بأي نشاط أو فعل مستقل عن الجماعة، أو حتى معها، ما لم تكن هي من حددت فكرة النشاط وطبيعته وحجمه ومجاله والحاجة إليه.

ما دون ذلك، لا يمكن للجماعة أن تتسامح مع أي شكل من النشاط الجماعي المستقل عنها، حتى لو كان الأمر مجرد مشاهدة جماعية لمباريات كرة القدم، أو الخروج في مظاهرات جماهيرية وتجمعات شعبية عفوية تندد بحرب الإبادة الإسرائيلية والغربية على غزة.

في صنعاء، لا يمكنك الخروج والتعبير عن مساندتك وتعاطفك مع المقاومة الفلسطينية في غزة، أو غضبك إزاء الإبادة الإسرائيلية، ما لم يكن ذلك عبر العصابة الحوثية نفسها. أي عليك أن تصبح تابعاً حوثياً أولاً. ولكنك لا تستطيع أن تصبح حوثياً يُوثق به من منظور الجماعة، ما لم تكن هاشمياً. وتلك مسألة معقّدة وخارجة عن الإرادة البشرية.

يكفي أن ترى الجماعة في المواطن اليمني، المنحدر من خارج السلالة، مجرد “حوثي محتمل”، تستفيد منه وتدمجه في نشاط غير منقطع، ضمن حركة مستمرة كفيلة بأن تجعله لا يفكر في شيء سوى القضايا الكونية البعيدة، والأوهام الكبرى غير المرئية، والمؤامرات الكونية الخطيرة التي تحدد الجماعة ماهيتها، لكنها غير قابلة للقياس أو المعرفة أو الاختبار.

معرفة هذا النوع من المؤامرات الوهمية تتطلب شروطاً صعبة، لا تتوفر – من منظور الجماعة – إلا في شخصية “الحوثي القائد”.

هذا يتصل أيضاً بمسألة غير منفصلة عن أساليب التحكم بالمجتمع وتضليل الناس، عبر تضخيم وهم القائد، وإحاطته بطابع القداسة والقدرة الخارقة، وإيهام الناس بأنه يعرف كل شيء. وتلعب هذه

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح