أسابيع مع امرأة وحيدة

216 مشاهدة

كنت قد بلغت السادسة من عمري لكني ما زلت أرضع من صدر أمي، قالت جدتي:
ــ الولد كبر ويجب أن تفطميه.
ثم قالت وهي تحذر أمي:
ــ إذا لم نفطمه فلن يترك الرضاعة حتى لو بلغ.
ثم رأيت جدتي تهمس لأمي التي خرجت فورا، بعد ذلك جئت لأرضع فوجدت صدرها مرا، وعلى الفور تحركت وجئت بإناء فيه ماء وغسلت صدر أمي ورضعت.!
ذُهلت جدتي والنسوة اللواتي كن في المكان مما فعلت وضحكن.
ــ الولد هذا شيطان.
هكذا قالت جدتي ثم أشارت لإحدى البنات:
ــ اذهبي إلى عمتك فاطمة حسن تأتي فورا.
وحين جاءت عمتي فاطمة قبلت رأس جدتي وجلست وهي تجفف عرقها، قالت جدتي:
ــ اسكب ماء لعمتك.
وسكبت لها الماء وناولتها، ثم أعطتها جدتي حزمة من القات.
قلت لجدتي:
ــ كيف عمتي واسمها فاطمة حسن؟
قالت جدتي:
ــ قلت لكم الولد شيطان.
وبدأت تحكي:
ــ فاطمة حسن عمتك من الرضاعة، رضعت مني مع أبوك أكثر من سنة، كانت أمها تأتي تساعدني وهي معها طفلة، وكانت تجوع وتظل تصرخ وأمها منشغلة بالمطبخ فأشفق عليها وأرضعها، كنت أرضعها بجهة وأبوك بجهة.
وأضافت:
_ فاطمة بنتي أنا من ربيتها حتى أن زوجها خطبها مني قبل أبوها وأمها. وضعت أمي ثيابي في حقيبة صغيرة وسلمتها لعمتي فاطمة.
وأصدرت جدتي القرار:
ــ اذهب مع عمتك فاطمة.
وهرعت أمي تقبلني فضحكت جدتي:
ــ تودعيه كأنه مسافر السعودية؟!
وأضافت تطمئنها:
ــ هو سيهرب ويرجع بالصباح. هذا شيطان.

ولم أحزن لأنني فارقت بيتنا لأول مرة حيث ذهبت مع عمتي إلى بيتها في أعلى القرية، كانت وحيدة بلا أطفال.
حين دخلنا صعدنا الدرج إلى الدور الثاني وأسرعت عمتي إلى الفانوس وأخرجت زجاجته ومسحتها ثم أشعلته، تأملت الديوان المرتب بعناية وصورة ذلك الرجل بشاربه الكث ولحيته الخفيفة:
ـ من هذا الذي في الصورة؟
ــ عمك إبراهيم.
ــ أين هو؟
ــ بالسعودية.
ــ متى سيعود؟
ــ في آخر شريط قال سيأتي برمضان.
ثم تنهدت وسالت دموعها فلذتُ بالصمت.
دست يدها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح