أسئلة كثيرة تنتظر إجابة من سعادة السفير محمد آل جابر والمسؤولون عن الملف اليمني

دخلت العاصمة عدن مساء الأحد في ظلامٍ دامس، بعد انقطاعٍ شاملٍ للتيار الكهربائي، الأمر الذي شلّ الحياة وأوقف أعمال آلاف المواطنين الذين باتوا يتساءلون: إلى متى؟
وبما أنكم — سعادة السفير محمد بن سعيد آل جابر، والإخوة المسؤولون عن الملف اليمني — تمسكون بخيوط الإدارة السياسية والاقتصادية للمدن المحررة منذ سبتمبر 2019م، فإننا نتوجّه إليكم بهذه الرسالة، علّها تجد طريقها إلى إجابة، أو على الأقل إلى اعترافٍ بالمشكلة.
الشعب اليمني يدرك تمامًا أنكم الجهة الأكثر تأثيرًا في تحديد توجهات الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، بل وفي اختيار المسؤولين بعناية بالغة — وهذا ليس جديدًا على اليمنيين الذين خبروا أشكال النفوذ منذ الإطاحة بالنظام الإمامي في ستينيات القرن الماضي.
ومع ذلك، يشعر الناس اليوم بالحزن والأسى وهم يرون دولًا أخرى خرجت من صراعاتٍ مشابهة لتعيش استقرارًا ملموسًا، بينما مدن اليمن المحررة — منذ الأشهر الأولى لعاصفة الحزم — لم تذق طعم الاستقرار.
فلماذا تتكرّر الأزمات؟ ولماذا تغيب الرواتب وتنهار الخدمات وتُترك عدن وسائر المحافظات فريسةً للعتمة والفوضى؟
هل المشكلة في الحكومة اليمنية؟ أم في مجلس القيادة الرئاسي؟
وإذا كانت الأزمة يمنية كما يقول سعادته، فلماذا لم يحدث أي تغييرٍ حقيقي ينعكس — ولو جزئيًا — على حياة الناس؟
لقد تحوّلت الحرب التي قيل إنها جاءت لقطع يد إيران، إلى حربٍ تستنزف المواطن نفسه، ذاك المواطن الذي حلم بسلامٍ ورخاءٍ فوجد نفسه أمام خرابٍ مضاعف.
وفيما تشتعل المنافسات على المناصب والمخصصات بين الساسة، يزداد الفقر والجوع وتنهار الخدمات في الداخل.
منذ العام 2019م، والوعود تتوالى عن عدن الجديدة والتنمية القادمة، لكن الواقع لا يكذب: لا كهرباء، لا رواتب، لا أمل.
تقول البيانات السعودية الرسمية إن المملكة قدّمت لليمن منذ العام 2015 وحتى أكتوبر 2025 ما يزيد على 27 مليار دولار أمريكي دعمًا مباشرًا ومتعدد الأوجه.
لكن السؤال الذي يطرحه الشارع اليوم بمرارة هو:
أين ذهب هذا الدعم؟ ولماذا لم يلمس المواطن أثره في حياته اليومية؟
نحن لا نشكّك في النوايا، بل نبحث عن
ارسال الخبر الى: