أزمتنا أزمة قيادة والباقي تفاصيل
99 مشاهدة

الوطن العدنية/كتب/ د. أنور الصوفي
انتهى كل شيء تقريبًا فقد أصبح ميناء عدن فاغر فاه، وهجرته الملاحة الدولية، وبالكاد تزوره باخرة أو باخرتين في الشهر لتحرك المياه فقط، والكهرباء في عدن وما جاورها نشفت خزاناتها، والبنك مخزوق وخزقه كبير، والداخل إليه قليل، والقيادات مسميات ليس إلا، فأزمتنا أزمة قيادة والباقي تفاصيل لهذه الأزمة، فعندما غابت القيادات الحقيقية غاب كل شيء غابت الخدمات كالكهرباء والمياه والراتب حتى الاتصالات تأتأة، فعندما تحاول الاتصال لابد من وضعية معينة وزاوية معينة وأي حركة قد تفقدك الاتصال، فلا بد من ثباتك كالصنم حتى تكمل مكالمتك، لهذا فأزمتنا أزمة قيادة وبقية الأزمات مجرد تفاصيل لأزمة القيادة.أشد الأزمات التي تمر بها أي دولة هي أزمة القيادة، ونحن في بلادنا عندنا القيادة مجرد مسميات لقيادات وهي كثيرة ككثرة الرز، ولكنها لا تحمل أي صفة للقيادات إلا صفة لهط المخصصات والسفريات، فلا تدري من يقود هذا البلد المنهك، ففي صنعاء حكومة ودولة وسيد وعبيد، وهناك في الشرق قيادات عسكرية ومدنية كثيرة وثروة ولكن الشعب منهك ولو أنه أفضل حالًا من بقية الشعب في المناطق الأخرى في بعض الجوانب البسيطة كأسعار الوقود، وفي عدن وما جاورها قيادات من هنا وهناك وشعب مطحون حتى العظم، شعب بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، والقيادات تملأ جنبات عدن، وليس لها من القيادة إلا الاسم كالسفر والعودة، فكل شيء في عدن يكاد يكون معطلًا فميناء عدن مات وماتت معه الكثير من الأسر وعظم الله أجر الجميع، والكهرباء في عدن وما جاورها داخلة خارجة كالمجنونة، ولا ندري إلى أين نحن سائرون.
القيادت تقضي أكثر وقتها خارج البلاد، وإن عادت اعتكفت في قصورها، وشفطت ما يدخل إلى البنك من المساعدات وما يدخل إلى البنك من الموارد وهو لا يكاد يذكر ولا يقارن بما يتم لحسه من الطريق الدائري، فنحن اليوم في تاريخ 38 والراتب في علم الغيب، والراتب وإن جاء لا يكاد يأتي بأساسيات المعيشة البسيطة، فأزمتنا الحقيقية في القيادات الحقيقية التي يكون ولاؤها للوطن لا لتوجيهات
ارسال الخبر الى: