أن تكون الأجساد السوداء ثيمات بحد ذاتها بدلا من أن تكون مجرد أشياء بسيطة وعابرة في الفن الغربي هذا هو مشروع الفنان التشكيلي البنيني غرب أفريقيا روميو ميكافيكانين 1984 لا سيما في معرضه أرواح الشعب الأسود المقام حاليا في غاليري سيسيلي فاكوري بساحل العاج والذي يستمر حتى الثامن والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر المقبل عنوان المعرض مستوحى من الكتاب الذي ألفه عالم الاجتماع والناشط الأميركي من أصل أفريقي ويليام دي بويز في عام 1903 والذي كان بمثابة حجر أساس ارتكز عليه التفكير في قضية السود في القرن العشرين يستحضر الفنان الأفريقي في لوحاته أعمال العديد من الفنانين الأوروبيين البارزين مثل لوحة بيع العبيد للفنان الفرنسي جان ليون جيروم أو لوحة أوليمبيا لرائد المدرسة الإنطباعية إدوارد مانيه إضافة صور الممالك الاستعمارية في أواخر القرن التاسع عشر متعمقا في النظرة الذكورية والمركزية الأوروبية التي تعكس تمثيل السود حيث يمنحهم هوية جديدة مختلفة تماما عن تلك التي كانوا يعانون منها في الواقع إنها محاولة لتمثيل الأجساد غير المرئية والمهمشة والخاضعة وإعطائها دور البطولة في المجتمعات الغربية هكذا مثلا في لوحة الوصيفات للفنان الإسباني دييغو ييلاثكيث سيضيف الفنان البنيني صورة خادم بيلاثكيث خوان دي باريخا في بلاط الملك وتحديدا في حجرة الوصيفات إذ يستبدله بصورة المرأة القزمة ليمنحه بذلك مكانا خاصا في قصر الملك في كل لوحة يستحضرها يؤكد روميو ميكافيكانين أن الماضي الاستعماري لبعض الدول لا يزال موجودا بشكل أو بآخر في مجتمعات اليوم لذلك يحاول عن طريق الفن مكافحة العنصرية لتحقيق حالة من الانسجام في فضاء اللوحة وبالتالي خلق علاقات جديدة قائمة على المساواة بين البشر ذلك أن مكافحة العنصرية بناء على قرارات سياسية أمر غير كاف