لا أرض أخرى صرخة فلسطينية صادقة وقاسية

٤٤ مشاهدة
للعنوان قول يعكس واقعا وبوح يعبر عن غضب وانكسار وخيبة رغم أن في يوميات عيش مقاومة سليمة تفشل في تحقيق المراد منها لأن العدو مسلح ومجرم إن يكن جنديا في جيش الاحتلال الإسرائيلي أو مدنيا يقيم في مستوطنة ومدنيو المستوطنات أعنف من جنود الاحتلال غالبا لا أرض أخرى تعبير أيضا عن حق فلسطيني غير متنازل عنه إطلاقا صرخة مدوية وإن بسلاسة وهدوء ظاهرين تؤكد أن الفرد الفلسطيني غير متوقف عن دفاع له عن أرض ملك له والأرض جغرافيا وتاريخ وبيئة واجتماع ويوميات عيش وعلاقات والعنوان فيلم 2024 للفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام بالتعاون مع الفلسطيني حمدان بلال والإسرائيلية راحل تسور الوحيدة بينهم المتخصصة بالسينما إخراجا وتصويرا وتوليفا والأولان صحافيان ناشطان وبلال ناشط في مجال حقوق الإنسان النواة الأساسية للفيلم توثيق مصور في أعوام متتالية تشهد مواجهة فلسطينية شبه يومية مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يجهد في تحويل مسافر يطا 19 قرية فلسطينية صغيرة في محافظة الخليل ـ جنوبي الضفة الغربية إلى مركز تدريب عسكري بأمر من قضاء إسرائيلي المركز المستند إلى أمر قضائي إسرائيلي يعني إزالة القرى كليا في الجغرافيا والاجتماع والناس وفي مسائل أخرى أيضا أعوام التوثيق البصري تلك سابقة على 7 أكتوبر 2023 لكن التوثيق نفسه يبدو راهنا إن يقرأ التاريخ الفلسطيني في سياق متكامل يروي في جانب منه محاولات إسرائيلية دائمة لإبادة شعب وإزالة قرى وبلدات وتزوير تاريخ وسرقة ثقافة وتراث أعوام من التوثيق تلخص بعض التاريخ الفلسطيني الراهن وتفضح بعض التاريخ الإسرائيلي الراهن أيضا والتاريخ الأول حاضر والإثباتات متنوعة والتاريخ الثاني مفضوح بأكاذيبه وتزويره وافترائه لذا مع أن الجانب السينمائي فيه غير فني وغير مبهر باشتغال مطلوب يقول لا أرض أخرى إن كفاح الفلسطيني فردا وجماعة دائم طالما أن إسرائيل تحتل وتبيد دائما السينما في لا أرض أخرى عادية للغاية ومع هذا ينال جائزة أفضل فيلم وثائقي في بانوراما الدورة الـ 74 15 ـ 25 فبراير شباط 2024 لـمهرجان برلين السينمائي وجائزة الجمهور هاتان الجائزتان بعد مضمونه التوثيقي كافيتان لإثارة غضب إسرائيل الرسمية وغضب اللوبي اليهودي الصهيوني المتسلط على ألمانيا ما يدفع مسؤولين رسميين فيها إلى إعلان موقف رافض للجائزتين ومواجه إياهما ومواجهة المهرجان أيضا وتقريع إدارته ولجنة تحكيمه خصوصا أن الإسرائيلي يوفال أبراهام غير رحيم في تصريح له بعد نيل الجائزتين مع دولته التي يقول فيها واقعا إنها تمنع عن الفلسطيني حقه في عيش كريم في أرضه وبلده والتوثيق الذي يعتمد وسائل عادية في التصوير يصبح شهادة بصرية لا تصنع سينما بل تصور واقعا حياتيا ولا تخترع خيالا فالواقع حي وطبيعي وأفعال المحتل الإسرائيلي أسوأ من أن يكون خيالا لشدة واقعيته عام تلو آخر يصور باسل عدرا ما يفعله إسرائيليون جنودا ومدنيي مستوطنات بأهل مسافر يطا وبعض أهلها أهل له ووالده مواظب شبه دائم على سجون المحتل أما يوفال أبراهام فصحافي يريد فهم الحاصل ميدانيا فيكون عينا أخرى تضيف مشاهداتها تأكيدا لوحشية إسرائيلية في محو وإبادة وتغييب لن يكون الرد على 7 أكتوبر طوفان الأقصى أول تمثيل لها ولا آخرها مع أن في الرد الإسرائيلي هذا وحشية غير مسبوقة لا أرض أخرى المعروض في آفاق الدورة الـ 58 28 يونيو حزيران ـ 6 يوليو تموز 2024 لـمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي وثيقة بصرية تؤرخ واقعا وتفاصيل في أعوام متتالية في مضمونها الوثيقة البصرية بعض انتقاد لمسائل يعانيها فلسطينيون وفلسطينيات تصوير حالة ووضع بعد زيارة لأيام قليلة لكتابة ـ تصوير تقارير صحافية ـ إعلامية فقط لا غير من دون أي فائدة عملية لهم ولهن وأيضا وإن مواربة إظهار مأزق الإسرائيلي الراغب في معاينة وقائع وحقائق عبر سخرية مبطنة من حماسته في دفاعه عن حق فلسطيني إذ يحاول باسل عدرا تخفيف تلك الحماسة بقول منطقي ـ واقعي لا يمكن تحرير أرض وبلد بعشرة أيام مع هذا يصر يوفال أبراهام على مواكبة الحاصل للكتابة عنه فإذا به يصبح أحد صانعي لا أرض أخرى مع أن في العنوان ما يشي بأن إسرائيليا يهوديا و أو صهيونيا مقتنع هو أيضا بأن لا أرض أخرى له هذا نزاع غير مكتف بعسكر ومستوطنات وقيادات تزور حقا فلسطينيا وتحرقه وتجهد في إبادته لكن لا أرض أخرى يريد كشفا آخر لوحشية إسرائيلية في التعامل مع الفلسطيني ـ الفلسطينية من دون اهتمام بأي جانب من الجوانب السينمائية فالتصوير متاح وإن بأدوات غير سينمائية وغزارة الأحداث وغليانها غير محتاجة إلى سينما لتقول وقائع وحقائق فالتقاط هذه الوقائع والحقائق بواقعيتها وحقيقتها كاف وحقيقي وصادق ومباشر

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح