أداء إعلامي وثقافي متواضع

31 مشاهدة

كان الأمل كبيراً بأن تشهد سورية نشاطاً إعلامياً وثقافياً، يرتقي إلى حدث سقوط حكم عائلة الأسد. ثمّة توق مديد، تراكم عقوداً، لوسائل إعلام ومرافق ثقافية، وانتظار لترجمة وعود وطموحات مرحلة الانتقال من الشمولية إلى الحرية. وقد مر عام على الحدث الكبير، وعبر البلد من أزمنة الخوف والصمت وكمّ الأفواه، إلى سقوط الأبد، والحديث بصوت عال، لكنّ جواً من الركود الإعلامي والثقافي بقي مخيّماً.
هناك قصور عن مواكبة العهد الجديد، ولا يزال الأداء الإعلامي والثقافي متواضعاً، لم نشهد صدور صحيفة يومية متميزة، أو إطلاق قناة إخبارية، بمحتوى مختلف، لا من القطاع الرسمي ولا الخاص. وكذلك لم يجر تفعيل المؤسّسات التابعة لوزارة الثقافة، في ميادين النشر والمسرح والسينما والدراما والفنون.
لا يعود الأمر إلى نقص في المؤهلين للمهمّة، من الإعلاميين والمثقفين السوريين، القادرين على إصدار صحف، وإطلاق قنوات تلفزية، وتنشيط حركة ثقافية في ظل الحرية، لكنّ هؤلاء مقصيّون، مع سبق الإصرار، إما نتيجة استئثار بالمجال العام، وعدم إشراك إلا الموالين والأصحاب والأصدقاء والأقارب، أو بسبب حالة حذر مما يمثله الرأي المستقل. وقد يفسّر ذلك عدم مبادرة وزيري الإعلام والثقافة لتنظيم لقاء موسع مع الإعلاميين والمثقفين، من أجل التشاور حول خطط المستقبل، وتوظيف الخبرات الإعلامية والثقافية، في الداخل والخارج، لفائدة مشاريع ذات نفع عام، تليق بالبلد وتنعكس على خروجه من النمط الذي كرّسه العهد البائد إعلامياً وثقافياً.
كان لافتاً أن الرئيس السوري أحمد الشرع قد استقبل قبل أشهر وفداً من إعلاميين عرب، لشرح توجهات العهد الجديد، لكنّ المبادرة لم تنسحب على الإعلاميين السوريين. لا يمكن تفسير ذلك من قبيل ضيق الوقت، أو السهو، الأمر الذي يطرح سؤالاً حيال موقع الإعلام والإعلاميين في المرحلة الانتقالية، وهل تميل الدولة إلى النشاط الإعلامي الذي يقوم به المؤثرون على وسائل التواصل، ولا سيما أن هؤلاء حضروا في المشهد منذ الأسابيع الأولى لسقوط النظام، وتم الاعتماد عليهم في إيصال رسائل سريعة، داخلية وخارجية. حتى لو تم ذلك على وجه حسن، فإنه لا يكفي، ولا يسدّ الفراغ الكبير الذي

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح