أخيرا موظفو الداخلية اليمنية يتنفسون الصعداء بدء صرف راتب يوليو بعد تأخير مؤلم لشهور

في تطور مفاجئ هزّ قلوب آلاف العائلات اليمنية، أعلنت وزارة الداخلية اليوم بدء صرف راتب يوليو 2025 بعد انتظار مؤلم دام 120 يوماً كاملاً - وهو تأخير يعادل ثلث الراتب السنوي للموظف. هذا الإعلان جاء بمثابة نفَس الصعداء لآلاف رجال الأمن الذين واصلوا أداء واجبهم الوطني رغم تفاقم معاناة عائلاتهم ووصولها لحدود لا تُحتمل.

العميد الركن أسامة باحميش، مدير عام الشؤون المالية، كشف تفاصيل صادمة عن حجم المعاناة قائلاً: نعرب عن أسفنا لتأخير صرف مرتبات منتسبي وزارة الداخلية لأسباب خارجة عن إرادة الوزارة. وخلف هذه الكلمات الرسمية، تختبئ قصص مؤلمة مثل قصة أم أحمد البالغة 45 عاماً، زوجة ضابط أمن، التي اضطرت لبيع مجوهراتها الوحيدة لتأمين الطعام لأطفالها الثلاثة خلال أشهر الانتظار القاسية. الأرقام تحكي المأساة: 3 أشهر إضافية ما زالت معلقة (أغسطس وسبتمبر وأكتوبر) في انتظار الحل.

هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، بل هي نتاج سنوات من الصراع المدمر الذي حوّل اليمن إلى أرض للمعاناة الإنسانية. الوضع الاقتصادي المنهار، وانهيار قيمة الريال اليمني، وتراجع إيرادات الدولة - كلها عوامل تضافرت لتخلق هذا الواقع المرير. النقيب محمد علي، الذي واصل أداء مهامه الأمنية رغم عدم تلقي راتبه لأشهر، يلخص روح التضحية قائلاً: الوطن أهم من الراتب. لكن حتى هؤلاء الأبطال لهم حدود للصبر والتحمّل.

اليوم، وبينما تنطلق إشعارات البنوك على هواتف الموظفين معلنة وصول الراتب المنتظر، تختلط مشاعر الفرح المؤقت بالقلق من المستقبل. د. عبدالله الحميري، الخبير الاقتصادي، يحذر قائلاً: تأخير رواتب القطاع الأمني يهدد الاستقرار ويضعف الروح المعنوية. الراتب الذي وصل اليوم سيمكّن العائلات من تسديد إيجارات منازلها المتراكمة، ودفع رسوم مدارس أطفالها، وشراء الاحتياجات الأساسية التي حُرموا منها لأشهر. لكن السؤال الأكبر يبقى: متى ستُصرف الأشهر الثلاثة المتبقية؟

الوعود الحكومية بـانتظام الصرف مستقبلاً تصطدم بواقع اقتصادي قاسٍ لا يعترف بالوعود. أبو سالم، الموظف في الوزارة منذ 15 عاماً، يعبر عن مخاوف الجميع: لم نشهد تأخيراً بهذا الطول من قبل، الوضع صعب جداً. بينما