أحمد ماطر تحولات السعودية في عقدين

٣٥ مشاهدة
بدأ الفنان السعودي أحمد ماطر 1979 منذ نحو عقدين مقاربة مسائل حرجة تتعلق بالتغيرات المتسارعة التي يعيشها مجتمعه وكذلك تلك التناقضات بين النظرة إلى المقدس والعولمة وهي موضوعات يضيئها في معرضه سجلات الذي افتتح في دار كريستيز بلندن في السابع عشر من الشهر الجاري ويتواصل حتى الثاني والعشرين من الشهر المقبل يضم المعرض قرابة مئة عمل تتنوع بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت والفيديو والتركيب يوضح الفنان السعودي من خلالها ذاك التفاعل المعقد بين التقاليد والحداثة والمقدس والعلماني والذاتي والسياسي وغيرها من المفاهيم التي تشغل بال الأجيال الشابة في بلده قادما من عالم الطب قدم ماطر أولى أعماله الفوتوغرافية متأثرا بتصوير الأشعة السينية ويعرض منها سلسلة أرض البرق التي التقطها أثناء عاصفة ترابية ضربت المناطق الشرقية بالسعودية عام 2017 حيث كان موجودا حينها في مدينة الدمام وتركز الصور على التباين بين الإضاءة التي يعكسها البرق والمشهد الطبيعي المجرد في الصحراء كما يضم المعرض واحدة من أبرز الأعمال التي نفذها تحت عنوان المغناطيسية وتصور الكعبة داخل الحرم المكي وتحيط بها حشود بشرية تطوف حول الحجر الأسود حيث وضع المغناطيس في مركزه بينما تناثرت برادة الحديد حيث يوجد الناس في مشهد الطواف الذي يحاول ماطر مقاربته مفاهيميا مستعيدا زيارته الأولى لمكة حين كان طفلا وروى له والده كيف تمتلك الكعبة جاذبية خاصة تدفع المسلمين حولها يتناول النفط بوصفه محركا سياسيا واقتصاديا وثقافيا يحكم المجتمع من هنا ولدت فكرة تصوير الكعبة بالمغناطيس والتي تستند إلى محاكاة مباشرة لعلاقة المسلم بالمشعر الحرام وذلك التوازن الذي تشكله العناصر الأساسية المكونة لمشهد الحجيج بحسب اللوحة التي تتضمن المربع والدائرة والدائرة والمكعب والأسود والأبيض والضوء والظلام ليصل ماطر إلى التعارض بين الجذب والتنافر في الوقت نفسها عند التأمل في المعنى الروحاني للحج فالكعبة عند الفنان هي مغناطيس جاذب وجهاز طردي مركزي في آن حيث يتوافد الملايين إليها باندفاع وتزاحم مثير بصريا ويتفرقون بالطريقة نفسها عند رحليهم عنها عائدين إلى بيوتهم بالإضافة إلى الدخول في تفاصيل أخرى مثل تصوير الحدود التي تأخذ شكل المحراب الذي يشير إلى اتجاه الصلاة في المسجد الحرام وتجمع حشود الناس كنقاط صغيرة في العمل لكنهم يبدون متحدين أو متجانسين في حركتهم المشتركة يتناول ماطر الذي نشأ في مدينة أبها بمنطقة عسير جنوبي السعودية المعروفة بارتفاعها والغابات فوق جبالها النفط باعتباره محركا سياسيا واقتصاديا وثقافيا يحكم المجتمع لكنه يسعى إلى تقديم فكرة مضادة تعتمد على أن الإحساس بامتلاك ثقافة نفطية فقط يشبه الانتحار حيث يثبت في أحد أعماله مضخة بنزين في محطة للوقود تتمحور في أربعة أشكال أخرى بحيث يتحرك الأنبوب وعداد الوقود في الشكل الثاني ثم الثالث ثم الرابع ليصبح في الخامس إنسانا يضع إصبعه على رأسه

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح