هند أو أجمل امرأة في العالم لهدى بركات المسخ والذاكرة

39 مشاهدة

رواية هدى بركات هند أو أجمل امرأة في العالم تبدأ من عنوانها. ليست هند في الرواية حاضرة إلا كذكرى، إنها الأخت الأجمل التي رحلت قبل ولادة هنادي، شخصية الرواية. كانت هند فائقة الجمال، كذلك كانت هنادي قبل أن تصيبها الأكروميغاليا، تضخّم الأطراف والعِظام الذي يحوّلها إلى مسخ. هنادي هكذا لن تعود بشراً إلا من بعيد، ليست امرأة ولا رجلاً ولا إنساناً ولا حيواناً، إنها ذلك كلّه. قد يدعونا ذلك إلى أن نفّكر مليّاً بمسخ كافكا، إنها الأُسرة الروائية ذاتها، لكن مع اختلاف كلّي.

الأكروميغاليا مرض حقيقي موجود في الرواية بكل أُسسه العِلمية، لكننا مع ذلك، سنكون قبالة حياة صادرة عنه حتى قبل حدوثه، إذ إن الرواية حُبلى به حتى قبل أن يبدأ. موت هند الأجمل سيكون تمهيداً له، كذلك اختفاء الأب، الذي لن نعثر عليه أو على خبره إلا في نهاية الرواية. ستبقى أُمّها في بالها، ولن تتوقف عن تذكارها، لكن الأُمّ التي تصل إلى الزهايمر، هي بذلك جزء من هذا الغياب. ليس لهنادي إذن سوى جسدها الممسوخ، هذا الجسد سيكون حياتها التي لا حياة سواها. إنه حقيقتها، وهي تجرّه من باريس إلى بيروت، ومن شخص إلى آخر، بدون أن يترك ذلك أثراً كبيراً فيها.

حكاية جسد ممسوخ يستعيد الحياة عبر التذكّر لا عبر الحاضر

إنها موجودة مكاناً وزماناً فيه، حياتها تكاد تكون مختفية داخله، بل تكاد تكون استشباحاً له. حياة نجدها مع ذلك ذات مسار وذات وقائع، بل هي في تفاصيلها تقترب من أن تشكّل واقعاً، تستطرد فيه وتنحدر إلى حدّ بعيد، إلى أن يبدو الواقع نفسه دونياً سفلياً مهملاً وعارضاً. إنها تلتقي بأُناس بعضهم لهم أثر طيب، وإن كانوا مع ذلك ليسوا طبيعيّين بالكامل. هناك المرأة الذكر، وهناك الفرنسي المغربي الذي لا تعرف عنه ذلك إلا عرضاً، هناك السائق الذي يختفي ويقول عنه معلّمه، إنه جاسوس قضى قتلاً. أشخاص يمرون في حياتها بدون حضور حقيقي، تمضي مع الواحد أوقاتاً لكن كأنها لم تقع، أو كأنها مرشحة من البدء

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح