يفتتح مساء اليوم الخميس في غاليري أكتوبر بلندن معرض عوالم داخلية رحلات خارجية للفنان التشكيلي الغاني أبليد غلوفر 1934 الذي يتواصل حتى الثالث من الشهر المقبل ويضم أعمالا نفذت خلال العقد الأخير يعد غلوفر أحد أبرز الفنانين المعاصرين في غرب أفريقيا وقد ولد إبان حكم الاستعمار البريطاني وتأثر ببداياته بالتقاليد الفنية التي تنتمي إلى مملكة آشانتي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر وتم استعادة رموزها في سياق التحرر ونيل غانا استقلالها عام 1957 شكل ذاك العام لحظة فارقة في سيرة غلوفر الذي حصل على منحة دراسية بعد لقائه كوامي نكروما 1909 1972 أول رئيس لغانا المستقلة فتوجه إلى بريطانيا لدراسة تصميم المنسوجات في المدرسة المركزية للفنون والتصميم والتربية الفنية في جامعة نيوكاسل بعد عودة قصيرة إلى بلاده حصل الفنان على بعثة دراسة ثانية ودرس الماجستير والدكتوراه في جامعة أوهايو الأميركية ليعود إلى غانا من جديد أستاذا للفنون في جامعة نكروما للعلوم والتكنولوجيا في كوماسي ويقدم بالتوازي أعمالا تعكس التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية في الغرب الأفريقي عقب الاستقلال على مدار العقود السبعة الماضية رسم غلوفر بالزيت على القماش مصورا المناظر الطبيعية و البشر في الأسواق والساحات العامة ومحطات الشاحنات وخلال قيامهم بأشغالهم اليومية كما تحضر النساء بشكل أساسي في مناظره التي تغلب عليها الإيقاعات الصاخبة والحيوية ولمسة جمالية تحتفي بالمكان والناس تعدد الألوان وغناها وحركة الحشود وانتشارها هما عنصران رئيسيان يكونان المشهد الذي يتكرر بتنويعات مختلفة بحسب تطور تجربة الفنان عبر اعتنائه بالتفاصيل ونقل الضجة والصخب لكن الكثير من الأعمال تبدو زخارف لونية مجردة عن بعد بالنظر إلى تماثل الوحدات التي تكون المشهد من اللوحة وتكرارها كما هو الحال في لوحة ناس 2023 التي تصور مجاميع بشري وسط الزحام الناس الذي ينتسبون لثقافة وهوية وحياة مشتركة يمثلون الثيمة الأكثر جذبا للفنان الذي يحتفي هذا العام بعيده التسعين ويقدمها في سلسلة الشعب الأصفر والشعب الأخضر والشعب الأحمر من خلال استخدام لقماش كينتي المنسوج من القطن والحرير ويرمز إلى ثقافة الأشانتي المنتشرة في كل مكان في عالم الموضة لدى شعب غانا أو في سلسلة الصلاة والابتهاج في تعبيراته عن الطقوس والعادات التي تجمع الغانيين وتكون النساء مركز الحدث في إصرار على تقديمها بصور إيجابية تمثل الشجاعة والقوة إلى جوار الشجرة المقدسة في ثقافة آشانتي والتي رسمها غلوفر بعشرات الأشكال والألوان فإنه ظل مخلصا للعنصر البشري وإلى تلك الروح الخفية التي تشير إلى ثورة الشعب الغاني ضد الاستعمار والنظام الأبوي والاستغلال الطبقي والتي لا تنبعث من نضالات الحياة اليومية للناس