أبعاد الاعتراف الإسرائيلي بـ أرض الصومال
كشفت وسائل إعلام تابعة لكيان العدو الإسرائيلي عن أبعاد سياسية وأمنية أعمق لخطوة إعلان بنيامين نتنياهو الاعتراف بما يسمى «أرض الصومال» كدولة مستقلة، معتبرة أن الخطوة لا تنفصل عن مساعٍ أوسع للضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار مخطط تهجير يُعاد تسويقه تحت مسمى «ريفيرا غزة» الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أكثر من نصف عام.
ونقلت هذه الوسائل عن الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأميركية عيدو دمبين قوله إن «أرض الصومال» طُرحت بالفعل كأحد الخيارات المحتملة لاستيعاب سكان غزة ضمن هذا المخطط، مشيراً إلى أن الاعتراف لا يُتوقع أن يُترجم فوراً إلى خطوة تنفيذية في ظل وقف إطلاق النار القائم، لكنه يُستخدم بالأساس كأداة ضغط سياسي ورسالة غير مباشرة للفلسطينيين بشأن البدائل المفروضة عليهم.
وأوضح دمبين في مقابلة مع موقع «إسرائيل نيوز24» أن الخطوة تبدو غير مألوفة في ظاهرها، لكنها تنسجم مع نمط سابق من تحركات كيان العدو الإسرائيلي، تمثّل في الاعتراف بكيانات محدودة الاعتراف دولياً، مثل كوسوفو، بهدف التأكيد على قدرة الكيان على المناورة الدبلوماسية وترتيب أوراق سياسية مع كيانات هامشية أو شبه مستقلة، حتى في ظل غياب اعتراف أميركي صريح بها حتى الآن.
وفي تأكيد رسمي، أعلن مكتب نتنياهو في بيان أولي أن رئيس حكومة كيان العدو صادق على الاعتراف بما يسمى «جمهورية صوماليلاند» كدولة مستقلة ذات سيادة، وذلك عقب توقيع إعلان مشترك ضم وزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس هذا الكيان الانفصالي، في خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعاداً سياسية تتجاوز إطار العلاقات الثنائية.
وأثار الإعلان ردود فعل غاضبة واعتراضات دبلوماسية من عدة دول، في مقدمتها الصومال وتركيا ومصر وإيران وجيبوتي، التي اعتبرت أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً لسيادة الدول وتهديداً للاستقرار الإقليمي، وتفتح باباً واسعاً لجدل سياسي ودبلوماسي جديد في منطقة القرن الأفريقي.
وتشير قراءات إعلامية عبرية إلى أن توقيت الاعتراف وسياقه يعززان فرضية توظيفه كورقة ضغط ضمن مخطط تهجير سكان غزة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على كيان العدو الإسرائيلي بسبب الجرائم المرتكبة في
ارسال الخبر الى: