أبطال الظل حكايات من لم يذكرهم التاريخ

29 مشاهدة

ينطلق عرض أبطال الظل من رؤية مسرحية يقودها المخرج والسينوغراف أسامة حلال، في كتابة مشتركة مع هاشم عدنان، ويؤديه كل من بسام أبو دياب وتمارا حاوي وماري تيريز غصن، في توليفة تجمع بين الجسد والكلمة والصوت لإيقاظ الحواس.

يعتمد العرض، الذي يُختتم اليوم الأحد على خشبة مسرح دوّار الشمس في بيروت، على عملية بحث مستمرة، انطلقت من نصوص وليم شكسبير، مع التركيز على الشخصيات الواقفة عند حافة المأساة مثل القاتلين في ريتشارد الثالث، الساحرات والبواب في مكبث، وحفّار القبور في هاملت، شخصيات تبدو ثانوية، لكنها تغيّر مجرى الحكاية وتؤثر في مصائر الأبطال دون أن يُعترف بها في التاريخ المسرحي.
توسع البحث ليشمل نصوص برتولد بريخت، خصوصاً قصيدته أسئلة عامل يقرأ، إلى جانب لقاءات مع فنانين وعاملين في المسرح وأفراد من الدفاع المدني اللبناني، بوصفهم أبطالاً حقيقيين يعملون في الظل بلا ضوء أو مكافآت.

تتسم بعض المشاهد بقوة بصرية كبيرة، مثل مشهد الممثلين الثلاثة واقفين في صف، يرفع كل منهم كتاباً فوق رأسه، وتتعاظم خلفهم الظلال لتصبح أكبر من أجسادهم، كأنها مؤلفو التاريخ غير المرئي، بينما يظهر على الشاشة سطر من قصيدة بريخت عن الوضع الاقتصادي والسياسي والتمرّد، ملخصاً فكرة العرض عن الأجساد الصغيرة التي يضخّمها ظلّها لا صورتها.

مسرحية أشخاص غيّروا أحداثاً كبرى دون أن تُسجّل أسماؤهم

يقدم العمل تفكيكاً لعلاقات السلطة والقمع من منظور الأشخاص الذين غالباً ما يُعتبرون مهمشين، فيصوَّر القاتلان موظفين يمضيان في الروتين، والبواب مواطناً يحوّل السخرية إلى وجع، وحفّار القبور عاملاً يومياً يعرف حقيقة الحياة أكثر من ألف ملك. هؤلاء أبطال لم يُكتب لأفعالهم أي اعتراف، ومع ذلك يحملون تأثيراً حاسماً في مصير السلطة والمجتمع، كما يقول المخرج أسامة حلال: المسرح ليس لنتناسى همومنا، بل لنتذكّر ونفكّر. هو امتداد لخط سياسي.

تعتمد بعض المشاهد على صدمات بصرية قوية، مثل مؤدّيين يرتديان خوذاً وسترات داكنة، فيما يرتمي ثالث على الأرض مغطى بأوراق مبعثرة، مع كتب وملفات على رأسه كسلطة معرفية أو بيروقراطية تُطبق على جسد

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح