آلهة مصر في متحف متروبوليتان رحلة في معتقد ديني قديم

26 مشاهدة

علاقة الإنسان بالآلهة في مصر القديمة هي علاقة صاغتها الأساطير والطقوس والرموز البصرية عبر قرون طويلة. وعلى امتداد أكثر من ثلاثة آلاف عام على ضفّتي النيل، تشكّلت منظومة واسعة من المعبودات يُقدَّر عددها بنحو 1500 من الآلهة والمعبودات. تقاطعت أدوار هذه الآلهة وتشابكت رموزها عبر الزمن، من حورس بوجه الصقر ودلالاته المرتبطة بالحماية والسلطة، إلى سخمت برأس اللبؤة بما تحمله من قوة وشفاء، وصولاً إلى أوزوريس الملفوف في أثوابه الطقسية، حاضراً بوصفه رمزاً للبعث والانتصار على الفناء.
هذه الخلفية الدينية والثقافية، تشكّل المدخل الذي ينطلق منه متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك في معرضه الجديد بعنوان آلهة مصر، وهو أول معرض كبير مخصص لفن مصر القديمة في المتحف منذ أكثر من عقد من الزمن، ويستمر حتى 19 يناير/كانون الثاني المقبل.
لا تكتفي التظاهرة بعرض القطع الأثرية بوصفها تحفاً تاريخية، بل ينقل الزائر في رحلة بصرية وثقافية داخل واحد من أهم أنظمة المعتقدات الدينية في التاريخ البشري. يركز المعرض على 25 من الآلهة الرئيسية، من بينهم آمون رع وحورس وحتحور وإيزيس ونفتيس، موضحاً كيف كانوا يُصوَّرون، ولماذا اتخذوا تلك الصور، وكيف تفاعل معهم المصري القديم في حياته اليومية وفي فهمه للعالم والموت.
يفتتح المعرض بقاعة تُبرز كيف كان المصري القديم يرى الآلهة عبر الرموز والأيقونات، أي اللغة البصرية التي تنقل المعاني الروحية. فعلى سبيل المثال، نجد حتحور التي تمثل الحنان والأمومة والموسيقى والجمال، وقد ظهرت في أشكال متعددة، من بقرة كاملة، أو امرأة برأس بقرة يعلوها قرص الشمس بين قرنيها، أو حتى أفعى برأس إنساني. أما حورس؛ فبقي صقراً ثابتاً في تصويره عبر الأجيال، يشير إلى الملكية والسلطة، وقد ربط الفرعون نفسه به تجسداً للملك. نحن هنا أمام لغة بصرية محكمة، تُفككها المعتقدات والأدوار المتعددة لكل إله.
لا يقتصر المعرض على الصور الكبيرة والنحت الضخم، بل يُظهر أيضاً كيف تواصل الناس العاديون مع آلهتهم خارج نطاق الكهنة والملوك. استخدم المصريون تماثيل صغيرة، وألواحاً نذرية، وهي لوحات يتركها الأفراد في المعابد طلباً للعون،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح