آخر التطورات في تعز بين اتباع قطر وتركيا وأتباع الإمارات

تعز – المساء برس|

تصاعدت حدة الصراع بين القوى المحلية المدعومة خليجياً في مدينة تعز، جنوبي غرب اليمن، اليوم السبت، مع تلويح متبادل من الطرفين باقتحام المعاقل، في مؤشر على دخول المدينة مرحلة جديدة من المواجهة السياسية والعسكرية.

وشهدت مدينة تعز، المعقل الأبرز لحزب الإصلاح الموالي لقطر وتركيا، تظاهرات جديدة تطالب بنقل الحملة الأمنية إلى مدينة المخا الساحلية، المعقل الأبرز لطارق صالح، نجل شقيق الرئيس الأسبق وقائد الفصائل الإماراتية في الساحل الغربي للمحافظة.

واتهم المتظاهرون طارق صالح بـ”إيواء متورطين بجرائم داخل المدينة واستقطابهم”، في إشارة إلى تصاعد حالة الاحتقان الشعبي ضد نفوذه في المخا. وجاءت هذه التظاهرات ضمن مخيم اعتصام ينصبه أهالي ضحايا عمليات اغتيال نفذتها عناصر عسكرية وأمنية موالية للإصلاح، منذ جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين، افتهان المشهري، التي شكّلت نقطة تحول في الصراع الداخلي بين الفصائل.

وجاءت التظاهرات الجديدة عقب بيان أصدره طارق صالح دعا فيه صراحة إلى “اجتثاث حزب الإصلاح”، فيما أعلن مكتبه المعروف بـ”مكتب المقاومة الوطنية” تأييده لمطالب إجراء تغييرات جذرية في المدينة، في إشارة واضحة إلى إنهاء نفوذ الحزب سياسياً وعسكرياً وأمنياً داخل تعز.

ويُعد هذا التصعيد الأحدث في سلسلة من التراشقات الإعلامية والسياسية التي تشهدها المدينة منذ أسابيع، والتي تعكس عمق الانقسام داخل الفصائل التابعة للتحالف السعودي الإماراتي. كما تشير التطورات إلى أن ما يجري في المدينة وريفها الجنوبي الغربي يأتي في إطار مخطط أوسع لإعادة رسم موازين القوى في المناطق المطلة على باب المندب، ذات الأهمية الاستراتيجية.

في السياق ذاته، كثّف محافظ تعز الموالي للمؤتمر، نبيل شمسان، من تحركاته السياسية والإعلامية، حيث أصدر سلسلة قرارات بتعيين قيادات جديدة في مؤسسات إعلامية، من بينها تعيين متحدث رسمي للمحافظة بعد يومين فقط من تعيين مدير جديد للإعلام، في خطوة تعكس محاولاته لاحتواء الأزمة المتصاعدة إعلامياً، خاصة في ظل انقسام المواقف بين القوى المتصارعة.

وتُظهر هذه التطورات أن مدينة تعز تقف على أعتاب مرحلة أكثر سخونة، وسط تنافس محموم بين الإصلاح المدعوم قطرياً وطارق صالح