https aden24 net news 361768

كتب / باسم فضل الشعبي
الرجل الذي أخفاه الله بعنايته ولطفه من أعدائه وخصومه سنوات طويلة منذ ما بعد حرب صيف 94 الظالمة، بينما كان محكوماً بالإعدام وملاحَقاً، لم يكن متخفياً خائفاً كغيره، وإنما كان إخفاءً لطيفاً من الله، مسنوداً بالعناية والإحاطة الربانية.
ظلّ يتنقّل في قرى الضالع ومناطق مختلفة من الجنوب قرابة عقدين من الزمن، وبينما اختار رفاقه العمل الجماهيري والسياسي العلني، اختار هو العمل العسكري السري، إعداد الكتائب العسكرية في الضالع من وقت مبكر بإمكانات محدودة، وكأن الله قد أخبره بذلك، أو أن رسولاً من السماء جاء إليه ليقول له: اهتمّ بالجانب العسكري وإعداد الكتائب والألوية، فسوف يأتي يوم تتهيأ فيه الظروف وتكون أنت وجنودك أمراً واقعاً في عدن.
كان الله يعلم أن الجنوب يعيش تحت الاحتلال والظلم والاضطهاد المسنود بعنجهيّة القوة والاستعلاء والغرور، وأن التخلّص من هذا الاحتلال العسكري الغاشم لن يكون إلا بقوة مماثلة وتضحيات. فسارت الأمور وحدثت الأحداث، وتعدّدت أشكال الرفض والمقاومة في الجنوب بمختلف الوسائل منذ يوم الاحتلال الغشوم، حتى أنتجت العقلية السياسية والفكرية الجنوبية حراكاً سلمياً في شكل ثورة شعبية، لم تكن مجرد صدفة، بل حالة إلهام ربانية عظيمة، نقلت القضية الجنوبية من المحلية إلى العالمية.
ورغم ما أحدثته من تصدعات في منظومة الحكم اليمني في البدء، ثم ما ألهمته من فعل ثوري يمني عظيم ضرب المنظومة السياسية والعصبوية والعسكرية للنظام في الصميم ومزّقها إلى أشلاء متناثرة، إلا أن المسألة لم تنتهِ هنا. إذ كان لا بد من حدث آخر يجعل القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي في قلبه ومن صنّاعه الكبار، ألا وهو اندلاع المقاومة الشعبية الجنوبية للتصدي لجحافل تحالف صالح–الحوثي في الجنوب.
وبعد ثلاثة أشهر ونيف من الصولات والجولات التي قادها القائد الزبيدي وقواته في الضالع ومناطق مختلفة من الجنوب، جاء إعلان انتصار المقاومة في عدن ودحر القوات الغازية في منتصف يوليو 2015، ثم توالت الانتصارات في لحج وأبين والضالع، ثم تحرير قاعدة العند.
كان الزبيدي متأهباً لذلك اليوم، لأنه كان على
ارسال الخبر الى: