DeepL قصة المراهق البولندي الذي أنقذه الذكاء الاصطناعي
٩٣ مشاهدة
استطاعت شركة DeepL الألمانية التي تطور أداة ترجمة قائمة على الذكاء الاصطناعي وتترجم إلى 32 لغة عالمية أن تكسب ثقة المستثمرين وتجمع 300 مليون يورو قبل أسبوعين ما ضاعف قيمة الشركة في الأسواق العالمية إلى ملياري دولار خلال عام واحد في إبريل نيسان الماضي أيضا صنفت مجلة فوربس الاقتصادية الشركة التي تتخذ من مدينة كولونيا الألمانية مقرا لها بوصفها واحدة من بين أكثر الشركات الناشئة الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي في ألمانيا ما أدخل DeepL في دائرة المنافسة مع عمالقة وادي السيليكون وعلى رأسهم غوغل ومايكروسوفت وأوبن إيه آي وبحسب آخر إحصاءات الشركة المعلنة بلغ حجم مبيعات DeepL خلال 2021 ما قيمته 28 3 مليون يورو مع صافي ربح قدره 1 5 مليون يورو ما جعل الشركة تتوقع مضاعفة حجم مبيعاتها وأرباحها خلال الأعوام القليلة المقبلة DeepL ترجمة تتفوق على غوغل حظيت DeepL باهتمام عالمي بعدما أثبت الخبراء أن ترجماتها المبنية على الذكاء الاصطناعي كانت أفضل بكثير من ترجمات Google Translate وحتى تشات جي بي تي إضافة إلى الوتيرة التي تثري بها DeepL باقة اللغات التي تقدمها للشركات والأفراد ففي أشهر قليلة أضافت الشركة عشر لغات إضافية إلى باقتها من بينها الكورية والنرويجية والعربية ما يعني أن الأسواق الآسيوية والعربية هي الأخرى ستكون هدفا للشركة في خططها المقبلة تأسست شركة DeepL عام 2017 بفريق عمل يتكون من 22 موظفا فقط وبسبب نموها السريع صار لدى الشركة اليوم نحو 900 موظف ويعمل هذا الفريق النشط تحت إدارة مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي ياروسلاف كوتيلوفسكي ذي الـ 41 عاما والذي تلقبه الصحافة الألمانية بـ البطل الصامت في مشهد الذكاء الاصطناعي الألماني والحقيقة أن هذا التوصيف لا يبتعد كثيرا عن شخصية كوتيلوفسكي وقصة نجاحه المثيرة المراهق البولندي هاجر ياروسلاف كوتيلوفسكي وهو في الثانية عشرة من عمره مع والديه من بولندا إلى ألمانيا من دون أن يعرف كلمة واحدة باللغة الألمانية وشكلت هذه المعاناة مع اللغة الجديدة الخيط الأول الذي دفع الطفل البولندي اليوم إلى تأسيس شركة معنية بتذويب الحدود بين اللغات وهو ما أوضحه قبل عام لصحيفة كولونيا بيزنس بقوله أوصلتني هذه التجربة إلى ما أنا عليه اليوم ولولا جهلي باللغة الألمانية لما كان هناكDeepL من الأساس بعد إتمام دراسته لعلوم الكمبيوتر أسس كوتيلوفسكي مع آخرين شركة Linguee عام 2012 وهي شركة صغيرة مقرها كولونيا تقدم قواميس ترجمة عبر الإنترنت معتمدة على قواعد بيانات كبيرة خالية من الأخطاء تشبه قواعد البيانات الخاصة بالمؤسسات الأوروبية ومع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أدرك كوتيلوفسكي أن قواعد البيانات كانت الأساس المثالي لإنشاء آلة ترجمة متطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي وهنا بدأ ينظر إلى الأمر كله من زاوية مختلفة في عام 2017 أسس كوتيلوفسكي شركة DeepL وادخل Linguee الصغيرة تحت جناحها ليحول الشركة الخاسرة إلى قصة نجاح لا تزال تبهر وادي السيليكون نفسه خاصة حين أتاح نظام الاشتراكات للأعضاء من شركات وأفراد يتيح الموقع ترجمة مجانية للنصوص بحد أقصى 1500 حرف ليصبح لدى DeepL اليوم أكثر من مئة ألف اشتراك مدفوع ويفسر مهندس البرمجيات البولندي العامل الرئيس في نجاح الشركة بعبارة واحدة التركيز على هدف واحد وعدم تشتيت الجهود ما يفسره في موضع آخر بقوله أما في ما يخص شركة مثل غوغل فإن الترجمة إحدى خدماتها العديدة أما نحن فليس لدينا مهمة أخرى سوى تقديم ترجمات دقيقة بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة إضافة إلى أننا ننصت إلى ملاحظات عملائنا باستمرار لنتمكن من تلبية أفضل صيغ الترجمة وصحيح أننا نقدم اليوم خدمات الترجمة إلى 32 لغة فقط وهو أقل بكثير من بعض منافسينا إلا أن جودتنا أفضل بشهادة الخبراء تمتلك DeepL التي يأتي اسمها اختصارا لـ DeepLearning مكاتب في تكساس واليابان ولكن مكتبها المركزي يقع في مبنى عادي في مدينة كولونيا الألمانية ويصف كوتيلوفسكي أوروبا بأنها البيئة المثالية لشركته حيث يتم التحدث فيها بأكثر من 200 لغة ولهجة وأكثر من 60 في المائة من مواطني الاتحاد الأوروبي يتحدثون لغة ثانية غير لغتهم الأم إن العالم الأنغلوسكسوني لا يدرك معنى العيش في منطقة تستخدم فيها العديد من اللغات لذلك ليس وادي السيليكون مكانا جيدا لشركة متخصصة في الترجمة الذكاء الاصطناعي خارج دوائر الأكاديميات يشعر كوتيلوفسكي بالرضا لخروج الذكاء الاصطناعي من الدوائر الأكاديمية ليجد طريقه اليوم إلى خدمة المتطلبات الطبيعية والمهنية للناس وفي رأيه أننا وصلنا إلى لحظة تاريخية أصبحت التطبيقات فيها أكثر سهولة وأفضل تقنية وأرخص سعرا بفضل البحث والنمو الكبير للذكاء الاصطناعي التوليدي والتطوير المستمر الذي تشهده التكنولوجيا في السنوات الأخيرة وفي رأي رجل الأعمال الشاب أن شركته تساعد على توفير أداة تعمل على تحسين وتوطيد التفاهم والتسامح بين الناس يقول نحن نساعد الناس ولا نستبدلهم ردا منه على الشكوك التي طرحت حول المخاطر المحيطة بمهنة الترجمة ومدى سيطرة الآلة عليها بانتهاء جولة الاستكتاب التي أدارتها شركة إندكس فنتشرز الأسبوع الماضي لمصلحة DeepL والتي وصلت إلى جمع 300 مليون يورو من المستثمرين في أيام قليلة أصدرت الشركة بيانا لرئيسها التنفيذي قال فيه إن هذا الاستثمار سيوفر دعما لمهمة ديبل في إحداث تحول كبير على مستوى التجارة العالمية بأكملها لأن مهمتنا هي تسهيل التواصل بين الشركات فيما بينها حول العالم بهذا المفهوم الذي تتعامل فيه DeepL مع تقنيات الترجمة الحديثة تحقق ربما المقولة الواردة في سفر التكوين كانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة مع فارق بسيط أن الشركة الطموحة تسعى إلى تحويل الفعل الماضي في الآية السابقة إلى حاضر ومستقبل لم تتوقف جهود DeepL فقط على تقديم ترجمات احترافية للشركات والأفراد حول العالم بل أطلقت في إبريل الماضي أداة جديدة باسم DeepL Write Pro مدعومة بتقنية LLM المتطورة التي تساعد على تعديل النصوص وصياغتها بصورة احترافية ما جعل مجلة فوربس تتوقع للشركة الواعدة أن تتصدر سباق شركات الذكاء الاصطناعي في مجال استثمار اللغات والتي تبلغ قيمتها اليوم 67 9 مليار دولار ومن المتوقع أن تنمو إلى 95 3 مليار دولار بحلول عام 2028 تشكل طموحات DeepL المتنامية رغبتها في أن تكون برج بابل الجديد أمام عمالقة وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من بلدان العالم خاصة أن النمو السريع للشركة يثبت أن المنافسة محسومة للمراهق البولندي الذي دخل ألمانيا ذات يوم من دون كلمة ألمانية واحدة فقرر أن يمتلك اللغات بالأحرى 32 لغة فقط حتى اليوم