من 1945 إلى 2100

48 مشاهدة

يومَي السادس والتاسع من أغسطس/ آب 1945، ألقت الولايات المتحدة قنبلتَين نوويَّتَين على مدينتَي هيروشيما وناغازاكي اليابانيَّتَين، منهيةً الحرب العالمة الثانية (1939 ـ 1945) بصورة مدوّية. بإسقاطها القنبلتَين، أعلنت الولايات المتحدة سيادتها على المعسكر الغربي، وتفوّقها العسكري، وباشرت صناعة عالم ملائم لها. وحلّت الذكرى الـ80 لهذه الحرب في الأيام الحالية، في ظلّ عدم حسم ملفّات عديدة منذ ذلك الحين، فضلاً عن نشوء غيرها، وإن تهاوى لاعبون كثر على طول الدرب، من الاتحاد السوفييتي إلى يوغوسلافيا فضلاً عن أنظمة عدة، لكن الأساسي هنا أن الفترة بين عامي 2025 و2100 أقصر من الفترة الفاصلة بين عامي 1945 و2025. الأمر مرعب إن تمّت رؤيته بصورة بانورامية.
أي عالَم سنصل إليه في عام 2100؟ وإن كنا جميعاً على الأرجح لن نشهده، كما أن مولود اليوم سيكون في الـ75 من عمره في ذلك المستقبل، البعيد لنا وغير البعيد في السياقات التاريخية. تماماً كما المقارنة بين عامي 1945 و2025. هل ستبقى مشكلاتنا البشرية كما هي؟ قبل الوصول إلى ذلك، يُمكن التساؤل عن سبب تتالي الأزمات، المغطّاة بعناوين قومية وأيديولوجية، التي لا تزال تقنع كثيرين من الناس رغم رداءتها. يعني ذلك أن هناك مشكلة كامنة في عدم قدرة البشر بعد على التعايش في ظلّ الاختلافات، فضلاً عن أن الحلّ لا يكمن في الإخضاع القسري وإنتاج روبوتات بشرية ذات عقلية محدّدة ومسار مرسوم سلفاً، وكأن مهمّة الناس هي تطبيق أفكار وُجدت في أزمنة مختلفة عن زمننا. لعبة كرة القدم على سبيل المثال، تغيّرت قوانينها وألوان كرتها ومفاهيمها الطبّية والتدريبية والإدارية والتجارية والتسويقية مرّات عدّة منذ سنّ أول قانون للعبة كرة القدم في عام 1863.
وإذا كان مسؤولو لعبة رياضية قد عملوا في تطويرها وتحسينها تباعاً، وبحسب الأجيال المتلاحقة، فكيف لا يُمكن تحسين وتطوير واستنباط أفكار سياسية ـ اجتماعية ـ اقتصادية تُنهي الخلافات المزمنة بين البشر؟ يعني ذلك أن نضوب أساليب التفكير لدى الجماعات، كلّ الجماعات، المسكونة بهواجس الخوف والقلق، يمنع وضع الخوف جانباً والاعتماد على الوعيين الفردي والجماعي

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح