مصريون ينعون المعارض يحيى القزاز رحل المناضل الشرس
عن 68 عاماً ونيّف، رحل السياسي والأكاديمي المصري يحيى القزاز عن عالمنا. فقد توفّي المعارض البارز وأستاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان (جنوبي محافظة القاهرة)، اليوم الأربعاء، بعد معاناة طويلة مع مرض ارتفاع ضغط الدم الذي يُطلَق عليه القاتل الصامت. وعلى الرغم من دخوله المستشفى لتلقّي العلاج أخيراً، فقد غادره القزاز إنّما على مسؤوليته الشخصية، وذلك بعد مسيرتين أكاديمية وسياسية حافلتَين.
وُلد يحيى القزاز في مصر في عام 1956، ليبرز اسمه بين الأكاديميين المدافعين عن الحريات والحقوق، إلى جانب كونه عالماً متميّزاً في مجال الجيولوجيا. وهو كان يُعرَف بحبّه الشديد لـمصر وترابها، الأمر الذي اتّضح في مسيرته العلمية التي قادته إلى التجوال في ربوع البلاد، مبرزاً جمالها وقيمتها الجيولوجية. ولم يكن القزاز أكاديمياً تقليدياً اكتفى بالمنهاج، إنّما كرّس جهوده للدفاع عن الحرية الأكاديمية وحقوق الطلاب وكان صوته حاضراً في كلّ معركة تتعلّق بالكرامة والعدالة. وفي عام 2004، كان من أوائل مؤسّسي حركة كفاية التي اشتهرت بمناهضتها الاستبداد والتوريث، والتي طالبت بوقف التفريط في حقوق مصر السياسية والاقتصادية.
يحيي القزار في مواجهة السلطة
وفي عام 2017، أُلقي القبض على يحيى القزاز على خلفية تدوينات سياسية نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد فيها سياسات النظام الحاكم. وقد وُجّهت إليه اتّهامات بالتحريض ضدّ الدولة وبالانتماء إلى جماعة إرهابية، الأمر الذي وصفه حقوقيون وسياسيون بأنّع تلفيق. وقد أمضى القزاز ثلاثة أشهر في الحبس الاحتياطي في قضيّة رأي، إلى حين الإفراج عنه في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018 بكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه مصري (نحو 600 دولار أميركي في حينه)، غير أنّه ظلّ تحت مراقبة مستمرة وسط تضييق سياسي وإعلامي.
ولم تقتصر حملات الاستهداف التي تعرّض لها يحيى القزاز شخصه فحسب، بل امتدّت لتشمل أسرته. وفي عام 2019، مُنعت زوجته البالغة من العمر 66 عاماً من السفر لأداء العمرة، كذلك أُدرجت أسماء أبنائه في قوائم الممنوعين من السفر من دون أيّ سند قانوني. وقد نشر القزاز حينها تدوينة مؤثّرة وصف فيها الظلم
ارسال الخبر الى: