علي سالم البيض عن حرب الرفاق بجنوب اليمن 2 2
تغطّي سيرة الزعيم اليمني الجنوبي علي سالم البيض فترة مفصلية من الصراع داخل ما كانت تُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطي، التي قامت بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967، واستمرّت حتى قيام الوحدة مع شمال اليمن في مايو/ أيار 1990. ويقدم البيض من موقعه القيادي في تلك التجربة روايته للخلافات بين رفاق الصف الواحد داخل الحزب الاشتراكي اليمني، الذي حكم الجنوب حتى قيام الوحدة بين الشطرين، ويكشف عن معلومات، للمرّة الأولى، عن تلك التجربة المهمة في الجزيرة العربية، ويضيء على تفاصيل الصراع، الذي بدأ بإعدام رئيس الجمهورية سالم ربيّع علي (سالمين) 1978، وانتهى بالحرب الأهلية في 13 يناير/ كانون الثاني 1986، بين جناحي علي ناصر محّمد وعبد الفتّاح إسماعيل الذي لقي مصرعه في تلك المواجهة، وتسلّم البيض القيادة في الجنوب. حاور البيض وأعدّ المذكّرات الزميل بشير البكر، وتنشر العربي الجديد مقطعاً منها في حلقتين، وتصدر قريباً، في كتاب بعنوان علي سالم البيض... الوحدة والانفصال، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان. وفي ما يلي الحلقة الثانية:
/>هل تتذكّر أجواء ما قبل اندلاع القتال بين الجناحين في 13 يناير/كانون الثاني 1986؟
رافقتُ علي ناصر في جولة خارجية، زُرنا خلالها أديس أبابا وصوفيا وصنعاء. وعقد في العواصم الثلاث خلواتٍ مع المسؤولين، كان لافتاً فيها اللقاءات مع منغستو هيلا مريام، وعلي عبد الله صالح، لقرب إثيوبيا واليمن الشمالي من تداخلات الأزمة الناشبة لدينا، وتبيّن لاحقاً في أثناء انفجار الخلاف أن الزيارتَين كانتا مبرمجتَين في سياق المشكلة، وخصوصاً زيارة صنعاء. وكان الاتفاق بيننا أن نمضي في صنعاء بضع ساعات، ومن ثمّ نكمل الطريق إلى عدن، لكنّ الأمر تحوّل استضافةً وغذاءً وقاتاً، ثمّ تلاه مبيت، فاجتماع مغلق بين علي ناصر وعلي عبد الله صالح. شكّ الجميع في تلك اللحظة بصلة الاجتماع بالأزمة، وممّا عزّز الشكوك أسلوب الخلوة الذي تكرّر في أديس أبابا وصنعاء، ولو صدقت الظنون، فإنها تعود إلى تأكيد عدم وجود ما هو عفوي، بل جرى درس كلّ تفصيل.
وزّع علي ناصر الأسلحة بمبرّر معلوماتٍ
ارسال الخبر الى: