هل تكسر إسرائيل لعنة العقد الثامن
احتفلتْ إسرائيل بعيد استقلالها السادس والسبعين في مراسم محتشمة، وسط أجواء يسودها الشك والتساؤلات عمّا إذا كانت الدولة قادرة على كسرِ لعنةِ العقدِ الثامن.
والمناسبة التي كانت لعقودٍ فرصةً للاحتفاء بالدولة المعجزة وديمقراطية الشرق الوحيدة، حوّلتها تداعيات السابع من أكتوبر إلى مناسبةٍ للتساؤل عمّا إذا كانت إسرائيل ستلقى مصير المملكتين اليهوديتين السابقتين (مملكة الملك داود ومملكة الحشمونائيم)، واللتين بدأتا بالانهيار في العقدِ الثامن.
أجواء الشك والخوف انعكست على الاحتفال نفسه، والذي طالبت عائلات الأسرى بإلغائه، فيما شدّد آخرون على ضرورةِ الاحتفال مع الالتزام بالإجراءات الأمنية. وهكذا احتفل الإسرائيليون به، ليكون العيد الأكثر حزنًا وكآبة وإحباطًا وقسوة على الإطلاق كما ذكرت صحيفة هآرتس، إذ تمّ إلغاء عروض الألعاب النارية، ولم تعرض مراسم إضاءة الشعلة التقليدية في المقبرة الوطنية بالقدس على المباشر كما جرت العادة، وإنّما تمّ تعويضها بعرضٍ مُسجّل.
نفس الصحيفة تساءلت عمّا إذا كانت الدولة ستحتفل بعيدها المائة، وأشارت إلى ما قاله رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، منذ سنوات حول مستقبل إسرائيل الذي لا يمكن أن يُؤخذ كأمرٍ مفروغ منه، ووعدَ أن يفعل كلّ ما بوسعه لتحتفل الدولة بعيدها المائة. لكن المفارقة أنّ نتنياهو هو من عمل على تفكيكِ وإضعافِ دولة إسرائيل عندما وضع مستقبله السياسي كأولوية على حسابِ الدولة نفسها، حتى أصبح مستقبلها موضع شك لأوّل مرّةٍ منذ قيام الدولة، كما تقول الصحيفة.
نتنياهو هو من عمل على تفكيكِ وإضعافِ دولة إسرائيل عندما وضع مستقبله السياسي أولوية على حسابِ الدولة نفسها
فاحتفالُ هذا العام تزامن مع مقاضاةِ إسرائيل بتهمةِ الإبادة الجماعية من قبل محكمةِ العدل الدولية وتهديدات المحكمة الجنائية الدولية بإصدارِ مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين، من بينهم بنيامين نتنياهو نفسه. كما باتَ واضحًا من خلال اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو/ أيار 2024 قرارًا يدعم طلب فلسطين للحصول على عضويةٍ كاملةٍ بالمنظمة، بما يعني أنّ موقف المجتمع الدولي تغيّر بشكلٍ ملحوظ، وإن كانت أميركا والدول الغربية الحليفة لها لا تزال تقدّم الغطاء الدبلوماسي لإسرائيل. لكن التعويل على
ارسال الخبر الى: