أزمة ترحيل المهاجرين غير النظاميين تتصاعد ماذا يحدث في شوارع المدن الأمريكية
10 مشاهدة
منذ 6 يونيو حزيران 2025 تحولت مدينة لوس أنجلوس ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة إلى بؤرة توتر ساخنة بسبب سلسلة من حملات الاعتقال والترحيل التي نفذتها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية ICE بحق المهاجرين غير النظاميين في البلاد ضمن سياسة صارمة يقودها ترامب لترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين من البلاد وما بدأ كعمليات اعتقال روتينية تحول بسرعة إلى احتجاجات جماهيرية غاضبة وواسعة النطاق بعدما اجتاح عملاء فيدراليون لوس أنجلوس بجرأة وقوة واعتقلوا 121 شخصا على الأقل من مطاعم ومتاجر ومبان سكنية كان رد فعل المجتمع المحلي سريعا حيث تجمع المتظاهرون في وسط المدينة رافعين لافتات ومرددين هتافات أطلقوا سراحهم لكن سرعان ما ردت الشرطة بقوة على التظاهرات وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت تحولت المظاهرات إلى ساحة معركة وتصاعدت إلى أعمال العنف في المدينة وأعادت إلى الأذهان الاضطرابات التي أعقبت مقتل المواطن الأمريكي الأسود رودني كينغ عام 1992 على يد عناصر من الشرطة الأمريكية واتسعت الاحتجاجات الأمريكية وأعمال الشغب إلى عدة ولايات بينها دالاس وأوستن وتكساس وشيكاغو ونيويورك وسط مواجهة متصاعدة بين إدارة ترمب وحكام الولايات الديمقراطية حيث أحدث استخدام ترامب الحرس الوطني لردع الاحتجاجات دون موافقة حكام الولايات مزيدا من التوتر الحاد بين الديمقراطيين والجمهوريين وأثار مخاوف من تصعيد قد يؤدي إلى مواجهات أعنف مع دخول النزاع إلى أروقة القضاء فهل تكون احتجاجات لوس أنجلوس حدثا عابرا أم أنها بداية صيف ساخن من الاضطرابات في ظل حملات القمع من قبل إدارة ترامب الذي نفذ صبره على المتظاهرين في المدن ذات التابعة للحزب الديمقراطي كيف فجر إجراءات إدارة ترامب الاحتجاجات في لوس أنجلوس في السادس من يونيو حزيران اجتاحت موجة من المداهمات التي نفذتها إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية ICE أنحاء لوس أنجلوس استهدفت إدارة الهجرة والجمارك وهي الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن إنفاذ قوانين الهجرة وإدارة عمليات الاحتجاز والترحيل قطاعات محددة من اقتصاد لوس أنجلوس تعتمد بشكل كبير على العمالة المهاجرة بما في ذلك مواقع تمركز العمال اليومية ومتاجر لوازم البناء والشركات الصغيرة والمصانع والمطاعم كانت هذه المداهمات جزءا من حملة فيدرالية أوسع نطاقا لملاحقة المهاجرين غير النظاميين الذين صدرت بحقهم أوامر ترحيل سابقة أو يشتبه في صلتهم بسجلات عمل مزورة نتيجة للمداهمات اعتقل أكثر من 100 شخص في غضون ساعات اعتبر اختيار المواقع التي استهدفتها دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية ICE استراتيجيا ورمزيا على نطاق واسع إذ ألحق ضررا بالعمال المعرضين للخطر حيث يجتمعون لكسب عيشهم بدأت الاحتجاجات على الفور تقريبا وبحلول عصر يوم 6 يونيو حزيران تجمع المتظاهرون أمام المبنى الفيدرالي بوسط المدينة حاملين لافتات كتب عليها ألغوا إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية و لا يوجد إنسان غير قانوني وسرعان ما تطورت هذه الاحتجاجات إلى حشود جماهيرية جمعت ائتلافا واسعا من نشطاء حقوق المهاجرين ومنظمات العمال والطلاب والسكان المحليين وغيرهم خلال اليومين التاليين امتدت الاحتجاجات إلى أجزاء أوسع من المدينة لا سيما في المناطق ذات الجذور المهاجرة العميقة وأقام آخرون مخيمات بالقرب من مكاتب إدارة الهجرة والجمارك والمحاكم الفيدرالية مطالبين بالإفراج عن المعتقلين والوقف الفوري لإجراءات إنفاذ القانون حملات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية ليست جديدة لكن هذه الموجة من الاعتقالات تأتي كجزء من حملة إدارة ترامب المثيرة للجدل على الهجرة حيث تعهد ترامب بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير النظاميين خلال فترة ولايته الثانية كما حدد البيت الأبيض هدفا لوكالة الهجرة والجمارك لاعتقال ما لا يقل عن 3000 مهاجر يوميا وهو رقم كبير وغير مسبوق بسبب هذا الضغط وقع الأشخاص الذين كانوا يعيشون بشكل قانوني في الولايات المتحدة ضحية مداهمات دائرة الهجرة والجمارك تم تنفيذ عمليات الاعتقال الأخيرة بشكل علني وهو ما قالت عنه عمدة لوس أنجلوس كارين باس إنه من شأنه أن يزرع الرعب وأضافت في بيان أشعر بغضب شديد إزاء ما حدث ومع تصاعد الاحتجاجات رد البيت الأبيض بإرسال قوات دون موافقة ولاية كاليفورنيا ونشر ما يقرب من 4000 جندي من الحرس الوطني و700 جندي من مشاة البحرية المارينز في لوس أنجلوس بموجب أمر مثير للجدل أصدره الرئيس السابق دونالد ترامب ووصف الحاكم الديمقراطي غافن نيوسوم هذه الخطوة بأنها غير دستورية واتهم الحكومة الفيدرالية باستغلال كاليفورنيا كـ اختبار سياسي يوم الإثنين أعلنت شرطة لوس أنجلوس حظر التجمع وسط مدينة لوس أنجلوس مؤكدة أن عناصر إنفاذ القانون أوقفوا عشرات الأشخاص حيث تم نشر مئات من رجال الشرطة لمكافحة الاضطرابات مع انتشار الاحتجاجات إلى العديد من المدن الأمريكية الكبرى الأخرى وجابت شرطة مكافحة الشغب على الخيول وضباط مسلحون بقنابل الصوت والرصاص المطاطي الشوارع لتفريق الذين تحدوا حظر التجول المفروض في المدينة من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحا اعتقالات لمتظاهرين في ولاية كاليفورنيا رويترز كيف أحدثت الاضطرابات في لوس أنجلوس أزمة سياسية أشعلت اضطرابات لوس أنجلوس خلافا سياسيا جديدا بين الديمقراطيين والجمهوريين خصوصا حول قضية الهجرة يرى الجمهوريون أن ترحيل المهاجرين غير النظاميين ضرورة لحماية الأمن القومي بينما يؤكد الديمقراطيون أن الحل يكمن في إصلاح شامل للنظام مع ضمان احترام كرامة المهاجرين من جهته وصف ترامب ما حدث بأنه مؤامرة يسارية لتعطيل الدولة متهما حكاما ديمقراطيين بالتساهل مع الفوضى في المقابل اعتبر ديمقراطيون في الكونغرس أن قراره بنشر الحرس الوطني يمثل ترهيبا سياسيا وأسفر عن تدخلات أمنية غير قانونية وأثارت قرارات ترامب غضبا وانتقادا واسعين في الأوساط السياسية وأشار المنتقدون إلى التكلفة الباهظة البالغة 134 مليون دولار لنشر القوات لمدة 60 يوما ودقوا ناقوس الخطر بشأن استخدام القوة العسكرية في الشؤون المدنية المحلية ووعد الرئيس ترامب بما سماه تحرير المدينة ممن وصفهم بـ أعداء أجانب واصفا الاحتجاجات بأنها غزو من قبل عدو خارجي اعتبر حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي أن تدخل ترامب من دون دعوة خلق الأزمة ووصف نيوسوم الرئيس الأميركي بـ الدكتاتور وفي حين قال ترامب إن نشر الحرس الوطني يهدف إلى استعادة النظام شدد نيوسوم المرشح الديمقراطي المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة لعام 2028 على أن قراره اعتداء مباشر على سيادة الولاية واعتبر نيوسوم أنه كان بإمكان الولاية السيطرة على الوضع لولا تدخل ترامب الذي زاد التوتر مشددا على أن الرئيس الأمريكي أشعل الحرائق وكانت كاليفورنيا تملك الأدوات اللازمة لمعالجة الأزمة وفي خطاب ألقاه الثلاثاء قال نيوسوم إن وصول قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية إلى المدينة بتوجيه من ترامب لم يكن مجرد قمع للاحتجاجات التي أعقبت سلسلة من مداهمات الهجرة التي شنتها السلطات الفيدرالية بل كان جزءا من حرب مدروسة تهدف إلى تقويض أسس المجتمع وتركيز السلطة في يد البيت الأبيض وحذر نيوسوم قائلا قد تكون كاليفورنيا هي الأولى لكن من الواضح أن الأمر لن ينتهي هنا ولايات أخرى هي التالية الديمقراطية هي التالية الديمقراطية تتعرض للهجوم أمام أعيننا لقد حانت هذه اللحظة التي كنا نخشاها وأضاف نيوسوم في خطابه بالإشارة إلى ترامب لقد أعلن حربا على الثقافة والتاريخ والعلم بل على المعرفة نفسها إنه ينزع الشرعية عن المؤسسات الإخبارية ويعتدي على التعديل الأول للدستور الأمريكي ترامب يهاجم شركات المحاماة والسلطة القضائية أسس المجتمع المنظم والمدني وقال نيوسوم في نهاية خطابه حان الوقت لننهض جميعا حاثا جميع الاحتجاجات على أن تكون سلمية وأضاف ما يريده ترامب أكثر من أي شيء آخر هو ولائكم وصمتكم وأن تكونوا متواطئين في هذه اللحظة لا تستسلموا له بررت إدارة ترامب تحركها عبر قانون التمرد وهو قانون يعود لعام 1807 ويمنح الرئيس صلاحية نشر القوات المسلحة بما في ذلك الحرس الوطني في حال وجود تمرد داخلي يهدد النظام العام ويعيق تنفيذ القوانين الفدرالية التي تعجز سلطات الولاية على فرضها واعتبر محللون أن قرار ترامب بنشر الحرس الوطني أتى اختبارا لحدود سلطته التنفيذية في إطار تنفيذ وعده الانتخابي بترحيل المهاجرين غير النظاميين في الوقت نفسه قالت شبكة CNN الأمريكية إن قاضيا فدراليا رفض طلب حاكم كاليفورنيا إصدار أمر فوري بمنع نشر عناصر الحرس لمواجهة المظاهرات في لوس أنجلوس فيما قال المدعي العام لولاية كاليفورنيا إن الولاية رفعت 25 دعوى على الرئيس لانتهاكه القانون وتجاوز الدستور أبرزها نشر مئات من أفراد الحرس الوطني في لوس أنجلوس خلال عطلة نهاية الأسبوع وتسعى الدعوى القضائية إلى الحصول على حكم قضائي يفيد بأن الخطوة التي اتخذها ترامب ردا على الاحتجاجات ضد إجراءات الإدارة المتعلقة بالهجرة دون طلب من حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم كانت غير قانونية ويجب إلغاؤها وقال المدعي العام لولاية كاليفورنيا إن أمر ترامب ينتهك دور حاكم الولاية بوصفه قائدا أعلى للحرس الوطني في كاليفورنيا وإنه سيتقدم بطلب أمر تقييدي مؤقت إلى المحكمة لضمان سرعة البت في هذه القضية نظرا للضرر الذي لا يمكن إصلاحه الذي تواجهه كاليفورنيا بسبب قرار الرئيس الاحتجاجات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا على خلفية أزمة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين Getty ماذا نعرف عن المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ عدد المهاجرين غير المسجلين في أمريكا ما بين 11 مليونا وفقا للتقديرات المستقاة من استطلاعات الرأي و20 مليونا وهو العدد الذي تستخدمه الإدارة الأمريكية في بياناتها نصفهم تقريبا من الجارة المكسيك نظرا لقربها من المكسيك واقتصادها الزراعي والصناعي الكبير تعد كاليفورنيا الولاية الأولى من حيث عدد المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة إذ يقدر عددهم بأكثر من مليوني شخص هؤلاء يشكلون قوة عاملة محورية في قطاعات مثل الزراعة والبناء والتنظيف وتلي كاليفورنيا في عدد المهاجرين غير النظاميين ولاية تكساس ومن ثم فلوريدا ونيوجيرسي وإلينوي ونيويورك بالترتيب وتظهر الإحصائيات الأميركية أن هؤلاء المهاجرين يضخون مليارات الدولارات سنويا في الاقتصاد من خلال ضرائب غير مباشرة مثل ضريبة المبيعات والإيجارات وفي عام 2022 بلغ عدد المهاجرين غير النظاميين في سوق العمل حوالي 8 3 مليون أي تقريبا 5 من القوى العاملة و3 من السكان العامين من أبرز المهن التي يعملون بها بحسب تقرير لمركز epi الخدمات 25 5 الصيانة 24 8 الإدارة والتعليم 19 1 الإنتاج والنقل 18 3 والمبيعات المكاتب 11 3 ما هي قوات الحرس الوطني الأمريكي هو قسم من الجيش الأمريكي يمكن استخدامه كاحتياطي للجيش والقوات الجوية وكل ولاية أمريكية لديها وحدتها الخاصة من الحرس الوطني والتي تخضع لحاكم الولاية المعنية والرئيس ويتألف من أكثر من 430 ألف جندي مدني قادرون على الاستجابة للأزمات الداخلية والصراعات الخارجية ورغم أن الحرس الوطني ساعد في السيطرة على الحشود في الماضي فإن دعوة ترامب لنشر الحرس الوطني في كاليفورنيا تعتبر خطوة تاريخية إلى حد ما والسبب في ذلك هو أنه فعل ذلك دون موافقة الحاكم وهو أمر لم يفعله أي رئيس منذ عام 1965 عندما أرسل الرئيس ليندون جونسون قوات لحماية مسيرة الحقوق المدنية في ألاباما اعتقالات لمهاجرين غير شرعيين في مدينة لوس أنجلوس من قبل ضباط إنفاذ القانون يحرسهم قوات الحرس الوطني رويترز يتميز الحرس الوطني الجوي أيضا بأنه يعمل تحت قيادة الولايات والحكومة الفيدرالية وقد استدعي في السنوات الأخيرة للاستجابة للعديد من الأحداث المحلية بما في ذلك الكوارث الطبيعية وجائحة كوفيد 19 والاحتجاجات المناهضة للعنصرية وتحديات أمن الحدود ومع تنامي دوره المحلي أصبح الحرس الوطني الجوي أكثر تكاملا مع العمليات العسكرية الأمريكية الدولية ويجري الحرس الوطني الجوي على وجه الخصوص تحليلات استخباراتية عسكرية بالغة الأهمية بما في ذلك في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى أين تتجه اضطرابات المهاجرين بالولايات المتحدة تقول صحيفة الإيكونومست حتى الآن تعتبر الاحتجاجات في لوس أنجلوس محدودة مقارنة بالأحداث التي شهدتها المدينة سابقا حيث ألقي القبض على أكثر من 12 ألف شخص خلال أعمال شغب رودني كينغ عام 1992 وفي اليومين الماضيين كان العدد الإجمالي للمعتقلين بضع مئات لكن الأمور قد تسوء أكثر وبينما يدعو سكان لوس أنجلوس للهدوء وانسحاب القوات من شوارعهم تجد أمريكا نفسها في لحظة حرجة ويكمن جوهر معضلة البلاد بحسب المجلة البريطانية في أن الرئيس انتخب بتفويض للتعامل مع الهجرة غير الشرعية ومع ذلك يرى بعض مؤيديه أن ذلك يعني القيام بأمور قد تكون غير دستورية وهي مستحيلة وغير حكيمة ويبدو أن ترامب نفسه حريص على استخدام القوات والجنود لقمع الاحتجاجات ضد سياساته وقال عندما سئل عن الوضع في لوس أنجلوس سننشر قواتنا في كل مكان يعتقد الرئيس ومستشاروه أن سياسة فرض الحرس الوطني على كاليفورنيا في صالحهم ويتمثل النموذج في الآتي إعلان حملة قمع للهجرة في مدينة لا ترغب قيادتها في ذلك وانتظار الاحتجاجات ثم استدعاء القوات لقمع المتظاهرين يعد تحطيم الرؤوس تحذيرا للمدن الأخرى التي قد تقاوم كما أنه إشارة إلى أنصار لنجعل أمريكا عظيمة مجددا بأن ترامب يفعل ما انتخب من أجله كما تقول المجلة باستثناء ملحوظ لمسيرات النساء عام 2017 اتسمت الاحتجاجات السياسية الجماهيرية خلال السنوات الأخيرة في المدن الأمريكية بالعنف خلال الأيام الأخيرة شهدت لوس أنجلوس جرائم اعتداء على الممتلكات وتعرضت الشرطة لإطلاق نار هذا قد يجعل استدعاء الحرس الوطني مبررا هاما إذ قد ينظر إلى القوات على أنها حل للتوتر الذي يبدو أن وجودها يهدف إلى تأجيجه وكانت آخر مرة تم فيها نشر قوات مشاة البحرية على الأراضي الأميركية في لوس أنجلوس أيضا بعد أن استخدم الرئيس بوش الأب قانون التمرد لقمع أعمال الشغب التي اندلعت بسبب تبرئة ضباط الشرطة البيض الذين اعتدوا بالضرب على رودني كينج وهو رجل أسود في عام 1992