الهند رحلة تخلي عن فلسطين

14 مشاهدة
امتنعت الهند عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ومن خلال القيام بذلك تكون قد انضمت بشكل غير مباشر إلى عدد من الدول الغربية التي صوتت ضد الاقتراح ومن خلال الامتناع عن التصويت أو التصويت ضد القرار كشفت هذه الدول أنها أذعنت للقصف الإسرائيلي المتواصل والعشوائي لغزة الذي أدى إلى سقوط الآلاف من الضحايا بمن فيهم العديد من الأطفال وحتى المرضى في المستشفيات وفي حين أن الدول الغربية وأبرزها الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا كانت تقليديا مؤيدة لإسرائيل بشأن قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لكن الهند لم تكن كذلك ولهذا فإن امتناعها عن التصويت يمثل تحولا كبيرا للغاية في موقف البلاد بشأن قضية لها أهمية كبيرة وذلك بعد عقود طويلة كان موقفها فيها محايدا بثبات بل كان مؤيدا للفلسطينيين في ما يتعلق بالقضايا الإنسانية وقالت وزارة الخارجية الهندية إنها لم تصوت لصالح القرار لأن النص فشل في الإدانة بشكل صريح لهجوم 7 أكتوبر تشرين الأول الذي شنته حركة المقاومة حماس على إسرائيل وقد قوبل هذا التفسير بالتشكك والسخرية في الهند حيث أشار العديد من المنتقدين إلى أنه كان من الممكن أن تصوت البلاد بسهولة لصالح القرار بينما تعرب أيضا عن مخاوفها بشأن عدم وجود إدانة واضحة للهجوم على إسرائيل ورأى العديد من النقاد أن العلاقة الوثيقة التي يتمتع بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تؤثر في القرار التصور السائد أن موقف الهند من التصويت يمثل تحولا هائلا في موقفها بشأن النزاع الذي طال أمده بين الإسرائيليين والفلسطينيين وقد أثار قرار الامتناع عن التصويت انتقادات حادة في جميع أنحاء البلاد كذلك انتقدت العديد من الأحزاب السياسية الكبرى حكومة مودي لتضحيتها بموقف الهند المستمر منذ عقود بشأن القضية الفلسطينية أضاعت الهند فرصة فريدة ليس فقط لإعادة تأكيد موقفها بشأن فلسطين التي تمتعت معها تاريخيا بعلاقة وثيقة للغاية بل قد تكون خسرت أيضا العديد من الدول العربية والإسلامية في الماضي دعت الهند باستمرار إلى وقف إطلاق النار ليس فقط في الصراعات بين إسرائيل وفلسطين بل وأيضا في الصراعات الأخرى في الشرق الأوسط وحتى في الحرب بين أوكرانيا وروسيا امتنعت الهند باستمرار عن انتقاد أي من الجانبين ودعت مرارا وتكرارا إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى الدبلوماسية في محاولة لإيجاد حل سلمي للصراع الذي استمر لأكثر من عام ونصف ولا يزال وعلى الرغم من أن روسيا كانت تقليديا حليفا أقوى بكثير للهند من أي دولة أخرى بما في ذلك الدول الغربية وإسرائيل فإن السلطات الهندية لم تتردد في الدعوة إلى وضع حد فوري للعنف في الحرب على أوكرانيا ومن ثم فإن التصويت لصالح القرار المتعلق بغزة كان سيتوافق إلى حد كبير ليس فقط مع موقف الهند بشأن العديد من القضايا الدولية بل أيضا مع مشاعر كل دولة نامية أخرى تقريبا وهي مجموعة تتألف من 120 دولة تطمح الهند إلى قيادتها مع بعض الدول النامية وأيد كل عضو آخر تقريبا في تلك المجموعة المكونة من 120 عضوا الدعوة إلى وقف إطلاق النار ولم يكن على الهند أن تأخذ زمام المبادرة في تعزيز تصويت الكتلة فحسب بل كان عليها أيضا أن تقدم أية تعديلات ملموسة على القرار وجاء هذا الامتناع في التوقيت غير المعقول وغير المقبول بعد أسابيع قليلة من استضافة الهند لقمة ناجحة إلى حد ما لدول مجموعة العشرين في نيودلهي ومن خلال امتناع الهند عن التصويت على قرار الأمم المتحدة بشأن غزة أضاعت فرصة فريدة ليس فقط لإعادة تأكيد موقفها بشأن فلسطين التي تمتعت معها تاريخيا بعلاقة وثيقة للغاية بل إنها أيضا قد تكون خسرت العديد من الدول الإسلامية ما قد يكون له نتائج سلبية على عقود من العمل الذي قامت به العديد من الحكومات الهندية لتعزيز علاقة أوثق مع العالم الإسلامي بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي في الواقع كان أحد أكبر نجاحات السياسة الخارجية لحكومة مودي هو علاقتها المتوازنة مع دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل التي بفضلها ازدهرت العلاقات التجارية والاستراتيجية مع كل من العالم العربي وإسرائيل على مدى السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك لذا فبدلا من الامتناع عن التصويت كان من الواجب على الهند أن تختار توجيه انتقادات حادة للعنف المفرط الذي أطلقته إسرائيل في غزة والذي استمر لأكثر من شهر ويبدو أن الهند قامت بدرجة معينة بتصحيح المسار في تصويت لاحق في الجمعية العامة حيث انضمت إلى 144 دولة أخرى في توجيه توبيخ حاد للسياسة الإسرائيلية بشأن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولكن لا ينبغي للهند أن تكتفي بهذه الإدانة ويمكنها بالفعل أن تأخذ زمام المبادرة من خلال محاولة إقناع القيادة الإسرائيلية بأن هدف الدمار الشامل في غزة من غير المرجح أن يؤدي إلى إحلال السلام في المنطقة بل لن يؤدي إلا إلى تأجيج المشاعر المعادية لإسرائيل في فلسطين والدول العربية الأخرى مع ما يترتب عن ذلك من عواقب وخيمة على إسرائيل

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2023 يمن فايب | تصميم سعد باصالح