الشعب السوري الثمن المكرر

٣٠ مشاهدة
يتكرر مسرح الدم بين كر وفر في سورية ضمن بيئة ومعطيات يصورها كل طرف من الأطراف أنها لصالحه أو بمؤامرة لإضعافه وهكذا يتسارع الذهاب للثمن المكرر من جديد حطب المرحلة ثار لغط كبير حول توقيت هجوم المعارضة السورية الأخير بعد خطاب نتنياهو فمن المعارضين للهجوم من اعتبر ذلك امتدادا للشكر الذي كان لنتنياهو حينما تم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أثناء معركة طوفان الأقصى وتوقيت الهجوم بالتزامن مع وقف النار في لبنان وتصريح نتنياهو عنه يومها أنه جاء لحسابات أمنية وسياسية سرية سيعلمها الجميع لاحقا الأمر الذي وضع الهجوم موضع شبهة ليس في مضمون حق الشعب السوري في حريته ودفع الظلم عنه بل من خلال المحرك والموجه لهكذا هجوم دون استراتيجية واضحة حسب الحاجة الإقليمية رأي آخر برز يقول إن المواجهة بين الدولة والمعارضة مستمرة بين صعود وهبوط وأن الفرصة حانت نتيجة ما تعانيه روسيا في أوكرانيا والتطورات في المنطقة فقررت المعارضة الهجوم لوضع حد للظلم بحق الشعب والمسجونين والملاحقين والمشردين وظروف الشعب لا تحتمل الانتظار وهذا مصدره حالة متراكمة من المشهد السوري الداخلي الذي بات فيه الخارج هو الفاعل بشكل مباشر المواجهة بين النظام السوري والمعارضة مستمرة بين صعود وهبوط بين هذين الرأيين ووجهات النظر المتعددة واستجلاب حالة فرق تسد والطائفية يبقى الشعب السوري أدرى بشعابه لكن حبا بالشعب السوري ومن تجربة فلسطيني وجد مع الزمن أن القضية يتاجر فيها الجميع في الساحة العربية وغيرها بما يعزز انقساما داخليا ما زال يتسع وبحيث تسحب من أيدي المتخاصمين أي وسيلة حوار إلا السلاح والتخوين والتكفير في استوديوهات الإعلام المرفه حيث الذين يعلقون على الدم المسال وهذا ديدن أميركا في المنطقة في إطار الفوضى الخلاقة فكانت ليبيا المنقسمة واليمن الممزقة وسورية الجريحة وهذا كله ضمن سياق إحباط التطور في باقي الدول ومنع الديمقراطية في مصر بانقلاب خططته السفارة الأميركية فبات المشهد إما قبول الاستبداد أو الانقلاب العسكري أو إدارة الانقسام لا أكثر وهنا تمنع السيطرة لطرف على آخر وتمنع المصالحة والانتخابات والتطور والشعب السوري عانى طويلا وما زال يعاني إذ لم تستقر يوميات حياته الموزعة بين فرقة وتخويف وتهجير وملاحقة واقتتال داخلي فضلا عن ظروف اقتصادية صعبة وإبقاء الأطراف في إطار الانقسام والحصار المباشر وغير المباشر للجميع أيها الأحباب في سورية معارضا ومؤيدا شعبا وطلبة جامعات وهيئات لا تستمعوا لمن خلف الحدود من تشجيع لكم على الاقتتال والذبح فقد ثبت كذب أولئك الذين حين احتاجهم أشقاؤهم بجوارهم صموا آذانهم وكأنهم لا يسمعون واعلموا أن هذه الأصوات المنادية أو المحرضة لكلا الطرفين لن تفيدكم في معادلتكم فقد فضحهم طوفان الأقصى فلا تجد لهم موقفا خوفا من اعتقال لدى احتلال إسرائيلي أو نظام عربي يحمي إسرائيل أو مطبع هناك في الخليج لا تهمه مصلحة غيره بات المشهد اليوم إما قبول الاستبداد أو الانقلاب العسكري أو إدارة الانقسام لا أكثر ولا أقل يوجد في سورية اليوم مشهد معقد وبعد سنوات طويلة من خسارة الأرواح وغياب الأمن والأمان وتدهور الاقتصاد تعود المرحلة من جديد في كر وفر وفواتير دم وانتصارات متبادلة جزئية لن يسمح للأطراف أن يتجاوزوها ما يعني أنها معادلة إدارة انقسام بمقاسات دولية وإقليمية تخص أمن حدود تارة أو رسائل غير مباشرة تارة أخرى وهذا سيتكرر وفي علم السياسة فمن الوارد حدوث صدمة إعادة الترتيب أو تكرار المواجهة لذلك ولأن قدر سورية الجغرافي والتاريخي والسياسي والدولي مهم جدا بات لزاما أن تجلسوا جميعا إلى طاولة الحل تحت مظلة بلدكم وفكرتكم وحياتكم طاولة يعلو فيها صوت الحكمة والحرية والتقارب استقراركم أملنا في فلسطين وندعو الله يتحقق لكم ما تريدون من بلاد بلا سجون وحواجز وأسوار ولا ينتظر أحد منكم خطابات رنانة من قلب فلسطين أو من دول عربية مجاورة فطوفان الأقصى فضح حناجر وكتابات وقنوات الجميع جيوشا وأحزابا ممن كان همهم التعيش على الانقسام الداخلي للشعوب ومصالحها مع استبعاد أي حل سياسي لتنال الشعوب حريتها دون أن تكون تابعة لأحد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح