الشعب السوري الثمن المكرر
يتكرّر مسرح الدم بين كرٍّ وفرٍّ في سورية ضمن بيئةٍ ومُعطيات يصوّرها كلّ طرفٍ من الأطراف أنّها لصالحه أو بمؤامرة لإضعافه، وهكذا يتسارع الذهاب للثمن المكرّر من جديد.
حطب المرحلة
ثار لغطٌ كبير حول توقيت هجوم المعارضة السورية الأخير بعد خطاب نتنياهو، فمن المعارضين للهجوم من اعتبر ذلك امتداداً للشكر الذي كان لنتنياهو حينما تمّ اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أثناء معركة طوفان الأقصى، وتوقيت الهجوم بالتزامن مع وقف النار في لبنان، وتصريح نتنياهو عنه يومها أنه جاء لحسابات أمنية وسياسية سرّية سيعلمها الجميع لاحقاً، الأمر الذي وضع الهجوم موضع شبهة ليس في مضمون حقّ الشعب السوري في حريته ودفع الظلم عنه؛ بل من خلال المحرّك والموجّه لهكذا هجوم دون استراتيجية واضحة حسب الحاجة الإقليمية.
رأي آخر برز يقول إنّ المواجهة بين الدولة والمعارضة مستمرة بين صعود وهبوط، وأنّ الفرصة حانت نتيجة ما تعانيه روسيا في أوكرانيا والتطوّرات في المنطقة، فقرّرت المعارضة الهجوم لوضع حدٍّ للظلم بحقِّ الشعب والمسجونين والملاحقين والمشرّدين، وظروف الشعب لا تحتمل الانتظار، وهذا مصدره حالة متراكمة من المشهد السوري الداخلي الذي بات فيه الخارج هو الفاعل بشكل مباشر.
المواجهة بين النظام السوري والمعارضة مستمرة بين صعود وهبوط
بين هذين الرأيين ووجهات النظر المتعدّدة واستجلاب حالة فرّق تسد والطائفية... يبقى الشعب السوري أدرى بشعابه. لكن، حبّاً بالشعب السوري، ومن تجربة فلسطيني وجد مع الزمن أنّ القضية يتاجر فيها الجميع في الساحة العربية وغيرها، بما يعزّز انقساماً داخلياً ما زال يتسع، وبحيث تُسحب من أيدي المتخاصمين أيّ وسيلة حوار إلا السلاح والتخوين والتكفير في استوديوهات الإعلام المرفّه، حيث الذين يعلّقون على الدم المُسال، وهذا ديدن أميركا في المنطقة في إطار الفوضى الخلاقة، فكانت ليبيا المنقسمة واليمن الممزّقة وسورية الجريحة... وهذا كله ضمن سياق إحباط التطوّر في باقي الدول ومنع الديمقراطية في مصر بانقلاب خطّطته السفارة الأميركية، فبات المشهد، إمّا قبول الاستبداد أو الانقلاب العسكري أو إدارة الانقسام لا أكثر، وهنا تُمنع السيطرة لطرفٍ على آخر
ارسال الخبر الى: