الجنوب والإمارات علاقة رسخها الشيخ زايد وتجددها الأجيال
98 مشاهدة

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
في الثالث من نوفمبر من كل عام، تستعيد الأمة العربية ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورائد الحكمة والعطاء العربي .. ولكن في الجنوب العربي، وتحديداً في العاصمة عدن، تأخذ هذه الذكرى طابعاً مختلفا، إذ يرتبط اسم زايد بصفحة ناصعة من تاريخ العلاقات الأخوية بين الجنوب والإمارات، بدأت قبل نحو نصف قرن وما تزال تتجدد حتى اليوم.
من ذاكرة عدن التاريخية
في فبراير عام 1976، كانت عدن تعيش مرحلة دقيقة بعد الاستقلال عن بريطانيا، وتحاول بناء مؤسساتها الوطنية على أسس جديدة. في تلك اللحظة، حلّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ضيفا على المدينة في زيارة رسمية وُصفت حينها بأنها زيارة الأخ الكبير.
كما شهدت العاصمة عدن في استقبال الشيخ زايد من الرئيس سالم ربيع علي “سالمين” استقبال القادة الكبار، حيث عزفت الموسيقى العسكرية النشيدين الوطنيين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبًا بالضيف العربي الكبير، فيما اصطفّت الجماهير على جانبي الطريق من المطار إلى قصر الضيافة، تلوّح بالأعلام وتردد الهتافات التي عبّرت عن عمق المحبة والتقدير.
كما لم تكن تلك الزيارة مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل لحظة وجدانية عكست روح العروبة الخالصة، وأعلنت بداية علاقة إنسانية وسياسية مميزة بين الإمارات والجنوب، قوامها الاحترام المتبادل والمصير المشترك.
حيث كان الشيخ زايد ينظر إلى الجنوب باعتباره بوابة العرب على بحرهم التاريخي، وامتدادا طبيعيًا للهوية العربية في خاصرة الجزيرة لم يكن زعيماً بل قائداً ذا أفق قومي يرى في دعم الأشقاء واجبًا أخلاقيًا، وفي توحيد الصف العربي هدفاً لا يجوز التنازل عنه
ومن هذا المنطلق، جاءت زيارته لعدن ترجمة عملية لفلسفته التي جمعت بين الواقعية السياسية والرحمة الإنسانية.
كما أراد الشيخ زايد أن يكون للإمارات دور فاعل في مساندة المشاريع التنموية والإنسانية في الوطن العربي، من الخليج إلى باب المندب، وأن تكون الإمارات نموذجاً للعطاء العربي المسؤول.
مرّت أربعة عقود على تلك الزيارة التاريخية، قبل أن يعود اسم
ارسال الخبر الى: