سد إيراني يحرم العراق 70 من مياه السيول الأزمة تتفاقم
164 مشاهدة
حذر مسؤول عراقي محلي في محافظة ديالى شرقي البلاد اليوم الجمعة من تداعيات إنشاء إيران سد كبير قرب الحدود العراقية مؤكدين أن السد يحرم العراق من 70 من مياه السيول ويفاقم أزمة المياه وسط مطالبات بأن تتحمل الحكومة العراقية مسؤوليتها إزاء الملف وفي هذا الصدد قال قائممقام مدينة مندلي في محافظة ديالى المرتبطة حدوديا مع إيران أكرم الخزاعي إن السلطات الإيرانية أنشأت سد مياه عملاقا يدعى سد شريف شاه على منحدرات وادي حران أحد أهم الوديان الحدودية التي تستقبل سنويا كميات كبيرة من السيول القادمة من عمق الأراضي الإيرانية باتجاه العراق وأوضح الخزاعي في تصريحات للصحفيين اليوم الجمعة أوردتها وكالة بغداد اليوم الإخبارية أن السد الذي دخل حيز التشغيل فعليا يمتص قرابة 70 من مياه السيول الموسمية التي كانت تتدفق نحو المناطق الحدودية العراقية بما في ذلك مندلي والمناطق المحيطة مبينا أن السد يقع على بعد 30 كيلومترا فقط من الحدود العراقية ما أثر بوضوح على كميات المياه الواصلة إلى الأراضي العراقية وأضاف أن تدفق السيول نحو العراق أصبح مشروطا بتجاوز كميات الأمطار معدلات مرتفعة للغاية وهو ما أدى إلى تراجع كبير في كميات المياه الموسمية التي تصل الحدود مشيرا إلى وجود وديان أخرى مثل وادي النفط ووادي تلصاق التي تلعب دورا مهما في خريطة حصاد المياه إلا أن 95 من هذه المياه تهدر داخل العمق العراقي بسبب غياب السدود القادرة على خزنها وأكد أن هذا الواقع أدى إلى استنزاف موارد المياه السطحية مع الإشارة إلى أن الفائدة الوحيدة المتبقية من السيول هي تعزيز المياه الجوفية التي تعد شريان حياة لنحو 80 من سكان القرى والمناطق الحدودية مضيفا أن المناطق الحدودية بحاجة إلى حلول عاجلة لإنشاء مشاريع خزن مائي لتعويض ما يفقد من السيول وإلا فإن الأزمة المائية ستستمر في التصاعد مع كل موسم أمطار يأتي ذلك في وقت لجأت فيه وزارة الموارد المائية العراقية إلى ما يوصف بـالخزين الميت في البحيرات والسدود والوصول الى آخر محطة خزنية والمتمثلة في منخفض بحيرة الثرثار بسبب النقص الحاد بكميات المياه في محاولة لتغذية الأنهار التي تمر باتجاه محافظات الوسط والجنوب عبر نهري دجلة والفرات ويعد استخدام الخزين المائي الميت للمياه ظاهرة خطرة تؤشر إلى حجم الضرر الذي يواجهه العراق فضلا عن أزمة مرتقبة قد يواجهها البلد بسبب التصحر والجفاف وقلة الأمطار وتقليص الإطلاقات المائية القادمة من منابع الأنهار لدى دول الجوار وينتقد مختصون سوء إدارة ملف تخزين المياه وحصادها في البلاد مؤكدين أن تخلف السدود المائية تسبب بهدر مليارات المترات المكعبة من مياه السيول والأمطار وهو ما يؤثر سلبا على المواسم الزراعية ويتسبب بخسائر كبيرة وفي هذا السياق قال الخبير المائي علي المهداوي إن سياسات العراق المائية ضعيفة جدا وتسببت بهدر كميات كبير من المياه نحن بأمس الحاجة إليها مبينا لـالعربي الجديد أن الحكومات العراقية المتعاقبة فشلت بإدارة ملف المياه وتركت إيران وتركيا تتحكمان بالحصص المائية للعراق من دون أن تكون هناك أي إجراءات ومعالجات عدا تقبل هذا الواقع وتقليص المساحات الزراعية وحرمان محافظات عدة من الخطط الزراعية بالكامل وأضاف أن العراق يواجه موتا بطيئا بحرمانه من المياه مشيرا إلى أن السد الإيراني الجديد خطير للغاية وأن العراق يواجه حصارا مائيا سيقضي بالتدريج على صفته بلدا زراعيا وهو ما يحتم على الحكومة أن تعالج الملف وتتحمل مسؤوليته لا أن تنتظر قتل الزراعة في العراق ويمتلك العراق حاليا 25 سدا لتجميع المياه في مناطقه الشرقية والجنوبية وأكدت الوزارة في وقت سابق أن تلك السدود تخزن أكثر من 300 مليون متر مكعب إضافة إلى سدود حوران ومندلي وقزانية والأبيض الأول والثاني والثالث التي تخزن وحدها كمية 70 مليون متر مكعب من المياه وتستفيد منها مجتمعات الرعي في الصحراء وقلصت السلطات العراقية مساحة الأراضي التي تشملها الخطة الزراعية الموسمية إلى النصف وصولا إلى استبعاد محافظات معينة من الخطة بالكامل بسبب موجة الجفاف غير المسبوقة في البلاد بتأثير قطع إيران روافد نهر دجلة