إضراب واسع في موانئ أميركا والأضرار تطاول الأغذية والمصانع

٢٠٥ مشاهدات
بدأ عمال موانئ الساحل الشرقي وخليج المكسيك في الولايات المتحدة الأميركية أمس الثلاثاء إضرابا مؤلما للاقتصاد إثر انهيار المفاوضات مع ممثلي أرباب العمل بشأن زيادة الأجور والحصول على تعهدات تتعلق بالأمان الوظيفي ما يتسبب في تعطل نحو نصف حركة الشحن البحري في البلاد ويؤثر سلبا على إمداد الأسواق بالبضائع بدءا من السلع الغذائية وحتى السيارات والمعدات الثقيلة ما يرفع أسعارها ويزيد هواجس عودة التضخم إلى الارتفاع إذا استمر الإضراب لفترة طويلة كما يضر بحركة التصدير خاصة إلى أوروبا والهند يأتي الإضراب قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية ما يضع البيت الأبيض في مأزق لاسيما وسط الضغوط التي يتعرض لها من قبل مجموعات الأعمال للتدخل باستخدام سلطاته في إنهاء الإضراب ومنع إغلاق الموانئ الذي يشمل 36 ميناء من ولاية مين أقصى شمال شرقي الولايات المتحدة وحتى ولاية تكساس وسط جنوبي البلاد وهو ما حذر المحللون من أنه سيكلف الاقتصاد مليارات الدولارات يوميا ويهدد الوظائف ويفاقم التضخم وهذا الإضراب هو الأول لنقابة عمال الموانئ منذ إضراب عام 1977 الذي استمر 44 يوما وتسبب في أضرار كبيرة للقطاعات الاقتصادية المختلفة ويشارك في الإضراب الحالي عشرات الآلاف من أعضاء النقابة البالغ عددهم 85 ألفا يعملون في محطات تحميل الحاويات والمركبات في الموانئ وكانت نقابة عمال الموانئ تتفاوض مع التحالف البحري للولايات المتحدة الذي يمثل أرباب العمل بشأن عقد جديد يستمر العمل به لست سنوات قبل انتهاء المهلة النهائية المحددة لذلك في منتصف ليل 30 سبتمبر أيلول الماضي وعرض أرباب العمل زيادة في بداية المفاوضات التي بدأت في مايو أيار الماضي بنحو 40 قبل أن يرفعوها إلى 50 قبل 24 ساعة من الإضراب لكن نقابة العمال تتمسك بزيادة بنسبة 77 فضلا عن مزايا تتعلق بالحصول على نسبة من أرباح الشركات وعدم إدخال الروبوتات في الأعمال بما يهدد وظائفهم وفق ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أمس عن مصادر مطلعة على المفاوضات وقال التحالف البحري للولايات المتحدة إن نقابة عمال الأرصفة ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات واتصل التحالف بمفتشية العمل يوم الخميس الماضي داعيا إلى إصدار أمر قضائي فوري يطالب النقابة باستئناف المفاوضات كما ندد بما وصفها بـالممارسات غير النزيهة لكن النقابة ذكرت أن المقترحات المالية التي عرضها التحالف البحري غير مقبولة لكن هارولد داجيت رئيس نقابة عمال الموانئ قال مخاطبا المحتجين خارج محطة ميناء في نيو جيرسي في مقطع فيديو نشر في وقت مبكر أمس على حساب نقابي على فيسبوك لا شيء سيتحرك بدوننا لا شيء يؤدي الإضراب إلى إغلاق بعض بوابات البلاد الرئيسية لاستيراد المواد الغذائية والمركبات والآلات الثقيلة ومواد البناء والمواد الكيميائية والأثاث والملابس والألعاب وتقول شركات التجزئة الكبرى مع بدء موسم التسوق الخريفي المزدحم للتو إنها تستطيع الآن تحمل التباطؤ لأنها جلبت المنتجات في وقت أبكر من المعتاد هذا العام وحولت شحنات أخرى إلى موانئ الساحل الغربي للولايات المتحدة في حال بدء الإضراب لكنها تحذر من أن الإضراب من شأنه أن يرفع تكاليف الشحن وقد يؤدي إلى نقص المنتجات إذا استمر أسبوعا أو أكثر وقال بريان دودج رئيس رابطة قادة صناعة التجزئة التي تمثل متاجر مثل بيست باي وهوم ديبوت وجاب ودولار جنرال يمكن للمتسوقين أن يطمئنوا إلى أن بضائع العطلات ستكون على الرفوف لكن كلما طال أمد توقف العمل في الموانئ كلما أصبح من الصعب حماية العملاء من آثاره وقالت سوزان ويدزوناس مديرة الإمدادات العالمية في شركة إنتر إيكيا القابضة الشركة التي تدير سلسلة توريد إيكيا إن بائع التجزئة كان يسحب حاوياته التي وصلت إلى ميناء نيويورك ونيوجيرسي في الأسابيع الأخيرة بأسرع ما يمكن قبل الإغلاق وأضافت لقد تعلمنا الكثير خلال جائحة كورونا لتقليل تأثير الاضطرابات لكن بناء على المدة التي يستمر فيها الإضراب فقد يكون له تأثير على نطاق أوسع بالطبع في العالم ويحذر بعض المحللين الصناعيين من أن الإضراب الذي يستمر حتى أسبوع واحد من شأنه أن يعطل السفن لفترات أطول بكثير مما قد يؤدي إلى تفاقم تأخيرات الشحن واستهلاك الطاقة ورفع أسعار الشحن ودفع توجه السفن المتزايد إلى موانئ الساحل الغربي أسعار الشحن إلى الارتفاع بالفعل في الفترة التي سبقت الإضراب وقالت يوشيكا هيراتا المديرة العليا للعمليات في شركة ستانس وهي علامة تجارية للملابس تصنع الجوارب والملابس الداخلية وتستورد في الغالب عبر موانئ الساحل الغربي إن احتمال الإضراب لم يؤثر علينا من حيث التسليم لكن ما أثر علينا هو التكلفة لأن الأسعار ترتفع بوضوح بسبب الموقف رفع الأسعار لمواجهة ارتفاع التكاليف ويقوم بعض مستوردي الجملة بالفعل برفع أسعارهم لمراعاة التكاليف المتزايدة وقال تيم رايان مالك شركة سكوير 1 فارمز وهي شركة استيراد مقرها صن رايز في ولاية فلوريدا تبيع المنتجات إلى محلات السوبر ماركت مثل وول مارت وكروجر إنه مضطر إلى إضافة حوالي 50 سنتا للرطل يعادل 453 غراما إلى الأسعار التي يفرضها على المتاجر لتغطية تكاليف الشحن الجوي العليا والذي يأتي بدلا من الشحن البحري المتعطل في ظل الإضراب وتابع رايان إما أن تختار محلات السوبر ماركت تحمل هذه التكلفة أو أنها سوف تمررها إلى المستهلكين وبحسب موقع لويدز ليست المتخصص تستقبل الموانئ التي يشملها الإضراب أكثر من نصف واردات السلع من حيث الحجم وتشير تقديرات مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس البحثية إلى أن كل أسبوع من الإضرابات من شأنه أن يقلل الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بمقدار 4 5 إلى 7 5 مليارات دولار بما يعادل 0 1 من إجمالي الناتج المحلي في الأثناء حذرت شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك من التكاليف والتأخيرات الناجمة عن إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة مشيرة إلى أنها تخطط لتطبيق رسوم إضافية على البضائع المنقولة من وإلى الساحل الشرقي وساحل خليج المكسيك وقالت الشركة وفق ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال أمس إن إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة سيؤثر على سلاسل التوريد مما يؤدي إلى تأخيرات في حركة البضائع وزيادة التكاليف والتحديات اللوجستية للشركات التي تعتمد على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وموانئ الخليج وكتبت في استشارة للعملاء قد تؤدي فترات النزاع العمالي الأطول إلى تفاقم الاضطرابات مما يؤثر على أنشطة الاستيراد والتصدير وتوافر الحاويات والكفاءة التشغيلية الإجمالية وأشارت شركة الشحن الدنماركية إلى أنها وضعت خططا طارئة مع خطط للسفن يمكن تنفيذها اعتمادا على مدة النزاع العمالي لتقليل الاضطرابات وضمان العمليات السلسة وتخطط الشركة بالفعل لتطبيق رسوم إضافية على تعطيل الموانئ المحلية لجميع البضائع المنقولة من وإلى محطات الساحل الشرقي للولايات المتحدة وساحل الخليج تتراوح بين 1500 دولار و3780 دولارا للحاوية وتخضع الرسوم للموافقة التنظيمية وتعتمد على تأثير الاضطراب على سلسلة التوريد وقالت الشركة هذه الرسوم الإضافية ضرورية لتغطية التكاليف التشغيلية المتزايدة التي سيتم تكبدها بسبب انقطاع الخدمة وضمان استدامة خدماتنا والدعم المستمر لمتطلبات سلسلة التوريد للعملاء وقفزت أرباح شركات الشحن البحري بالأساس هذا العام بعد أن أجبرت هجمات الحوثيين في اليمن على السفن في البحر الأحمر خاصة الإسرائيلية والأميركية والبريطانية شركات الشحن على اتخاذ طرق أطول حول المنطقة مما أدى إلى استهلاك الطاقة وزيادة أسعار الشحن وتوقعت ميرسك في يونيو حزيران زيادة إيراداتها بنحو 3 مليارات دولار عن تقديراتها السابقة لهذا العام وأشارت الشركة إلى أنها باتت تتوقع تحقيق إيرادات تتراوح بين سبعة وتسعة مليارات دولار في 2024 بينما كانت قدرت تحقيق ما بين أربعة وستة مليارات دولار في تقرير مالي أصدرته في مايو أيار الماضي العمال يطالبون بحصة من أرباح الشركات وتدفع هذه الأرباح المتزايدة عمال الموانئ في الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى المطالبة بنسبة من أرباح شركات الشحن وقال هارولد داجيت رئيس نقابة عمال الموانئ إن العمال يستحقون حصة من تلك الأرباح بالإضافة إلى حصة من مئات المليارات من الدولارات التي حققتها شركات الشحن البحري خلال جائحة كورونا عندما دفع الطلب على المساحة على سفن الحاويات أسعار الشحن إلى مستويات قياسية مرتفعة ووسط الصراع المتفاقم بين عمال الموانئ وأصحاب الأعمال ناشدت مجموعات تجارية تمثل مئات من تجار التجزئة والمصنعين من وول مارت وتارغت إلى كاتربيلر وجنرال موتورز إدارة الرئيس جو بايدن للتدخل محذرة من أن الإغلاق قد يعيق الشركات ويؤدي إلى تجدد التضخم خلال موسم التسوق المزدحم في العطلات في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام تعاملت الموانئ مع 74 من واردات النبيذ المنقولة بحرا في البلاد و75 من وارداتها من الموز و89 من واردات الملح المستخدم في تصنيع المواد الكيميائية وفقا لأرقام مكتب الإحصاء الأميركي التي استعرضها جيسون ميلر أستاذ إدارة سلسلة التوريد في جامعة ولاية ميشيغن وفق وول ستريت جورنال وقد تعامل ميناء نيويورك ونيوجيرسي ثالث أكثر موانئ الحاويات ازدحاما في البلاد مع ما يعادل أكثر من 420 ألف حاوية مستوردة في يوليو تموز الماضي وفي نفس الشهر تعامل ميناء بالتيمور أكبر بوابة للسيارات والشاحنات الخفيفة في البلاد مع أكثر من 34 ألف مركبة جديدة ويهدد الإضراب كذلك حركة الصادرات لاسيما إلى أوروبا وقال مات كارستينز الرئيس التنفيذي للتعاونية الزراعية لاندوس ومقرها ولاية آيوا وسط غرب الولايات المتحدة إنه بسبب ضعف الطلب من الصين يعتمد العديد من مزارعي الحبوب بشكل أكبر على موانئ الساحل الشرقي وساحل الخليج لنقل منتجاتهم إلى أماكن مثل الهند وأوروبا وحذر من أن الإضراب قد يؤدي أيضا إلى إبطاء واردات الأسمدة من المغرب وأجزاء من أوروبا التي يحتاجها المزارعون لتجديد الحقول هذا الخريف في المقابل تبدو صادرات الغاز بعيدة عن الأضرار إذ لا يتعامل عمال الموانئ مع هذه الشحنات وفق مصادر أميركية في صناعة الشحن كما لن تتأثر عمليات السفن السياحية والشحنات العسكرية ولا يملك مشغلو سفن الحاويات سوى خيارات قليلة إذا أغلقت موانئ الساحل الشرقي إذ يتزايد الاتجاه نحو موانئ الغرب لكن ذلك يقلق الشركات أيضا وقال نيلز هاوبت المتحدث باسم شركة الشحن الألمانية هاباج لويد إنه إذا أرسلت الشركة أحجاما إضافية من البضائع إلى موانئ الساحل الغربي فإن ذلك من شأنه أن يسد تلك البوابات ويسبب ازدحاما مماثلا لحالات الازدحام التي شهدتها سفن الحاويات أثناء جائحة كورونا وقال جيه بروس تشان محلل النقل في شركة ستيفل وهي شركة في وول ستريت في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز عندما نتحدث عن إضراب لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فهذا هو الوقت الذي تبدأ فيه المشكلة في التفاقم بشكل كبير وفقا لمايكل بيرس نائب كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في أكسفورد إيكونوميكس إن قطاعي النقل والتخزين سيتحملان العبء الأكبر في البداية وقال إن عشرات الآلاف من العمال في الشركات التي تخدم الموانئ قد يواجهون إجازات أو تخفيضات في ساعات العمل في الأيام الأولى من الإضراب مما يجعل العدد الإجمالي للعمال المتضررين حوالي 100 ألف وهو ضعف العدد الفعلي المضرب وقال بيرس إن موظفي شركات النقل التي تقدم الدعم اللوجستي للموانئ والمؤسسات الغذائية التي تعتمد على الموانئ في الأعمال التجارية من بين الأكثر ارتباطا جغرافيا واقتصاديا بالعمال المضربين وهذا يعني انخفاضا فوريا في الدخول وضربة مرتبطة بالإنتاج والاقتصادات المحلية بالقرب من الموانئ أضرار للوظائف غير المباشرة ويقوم عمال الموانئ بنقل الحاويات من السفن وفرزها ووضعها على الشاحنات أو القطارات كما يتعاملون مع البضائع السائبة أيضا ويمر حوالي 60 من شحنات الحاويات في البلاد عبر الموانئ على الساحل الشرقي وخليج المكسيك بما في ذلك ميناء نيويورك ونيوجيرسي ثالث أكثر الموانئ ازدحاما في البلاد والموانئ سريعة النمو في فيرجينيا وجورجيا وتكساس وقال بادين قبل الإضراب إنه لن يستخدم قانون العمل الفيدرالي لمنع إغلاق الموانئ على غرار ما فعله الرئيس جورج دبليو بوش عام 2002 لكن بعض خبراء العمل قالوا إنه قد يستخدم هذه السلطة إذا بدأ الإضراب يؤثر على الاقتصاد وكان مسؤولو البيت الأبيض قد ضغطوا على الجانبين للتوصل إلى اتفاق قبل الإضراب ويعد عمال الموانئ من بين العمال ذوي الياقات الزرقاء الأعلى أجرا في أميركا إذ يبلغ المعدل الأساسي للساعة نحو 39 دولارا ويقول ممثلون عن أصحاب الأعمال إن عمال الموانئ يحصلون على أجور أعلى من العمال في مهن أخرى لكن عمال الموانئ يقولون إنهم يعملون لساعات أطول بكثير من العمال في وظائف أخرى يكسبون مبالغ مماثلة ويفعلون ذلك في ظروف قاسية أو خطيرة في كثير من الأحيان كما أدى ارتفاع معدل التضخم في السنوات القليلة الماضية إلى تقليل القدرة الشرائية لأجورهم ويرى عمال الموانئ أنه يحق لهم الحصول على حصة من الأرباح المتزايدة التي حققها أصحاب العمل خلال طفرة التجارة بسبب وباء كورونا في عامي 2021 و2022 وقال داجيت رئيس النقابة في بيان يوم الاثنين الماضي إنهم حققوا أرباحا تبلغ مليار دولار في موانئ الولايات المتحدة على حساب عمال الموانئ الأميركيين ويعملون على إخراج هذه الأرباح من البلد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح