متابعات خاصة – المساء برس|
في ظل التحولات الجيوسياسية العاصفة، يظهر اليمن كقوة تتحدى المخططات الدولية، في وقت تعاني السعودية من تراجع نفوذها وسط استغلال القوى الكبرى لمواردها بما يخدم مصالحها ويضر بالمصالح السعودية والأهداف التي أعلنت عنها بالوصول إلى مصاف الدول الاقتصادية الكبرى لأن ما تنفقه السعودية في إطار صفقات السلاح ليست إلا رمي للمليارات في النيران، وفي أحسن الأحوال تجميد لها في مخازن السلاح، الذي فيما لو استخدم لن يكون إلا على حساب الوطن العربي والإسلامي الذي تنتمي إليه السعودية وسيكون ضرره عليها أكثر من نفعها.
يمثل الصاروخ اليمني الذي يلاحق العلم الإسرائيلي في الرسم الكاريكاتيري الذي رسمه الرسام اليمني كمال شرف انعكاسا واضحًا لهذه المعادلة، حيث أكدت اليمن ثبات موقفها تجاه غزة وإثبات قوتها وتأثيرها على الساحة الإقليمية، بينما تجد السعودية نفسها في موقف المتلقي، تجرها التحالفات والاستراتيجيات التي لا تخدم مصالحها المباشرة إلى الهاوية.من ناحية أخرى، يظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مستغلاً للأوضاع، حيث يحلب البقرة السعودية، رمزا لاستغلال الولايات المتحدة لموارد المنطقة في صفقات تحقق لها المكاسب الاقتصادية والسياسية دون النظر إلى تداعياتها على الدول المعنية. هذا المشهد يبرز كيف تتحكم القوى العالمية في سياسات الشرق الأوسط، حيث تكون المصالح الاقتصادية المحرك الرئيسي خلف كثير من المواقف الدبلوماسية والتحركات العسكرية.
يبقى اليمن في قلب هذه المعادلة كلاعب غير تقليدي، يكسر التوقعات ويفرض معادلات جديدة في الصراع الإقليمي. في وقت يعاني فيه العديد من دول المنطقة من ضغوط داخلية وخارجية، يسعى اليمن إلى إعادة تشكيل موازين القوة، متحدياً الواقع السياسي المفروض. هذا الرسم الكاريكاتيري لا يعكس مجرد مشهد ساخر، بل يلخص عمق الصراعات الدائرة في المنطقة، حيث تتقاطع المصالح وتتناقض الأدوار في مشهد سياسي معقد ومتشابك الولايات المتحدة من صنعته وهي المستفيدة الوحيدة منه.