هزيمة أميركا في اليمن عن كتابة تاريخ الانتصار

27 مشاهدة

وما يسطرون – موسى السادة – المساء برس|

ليس من السهل القول جزماً إن هناك إسرافاً في الاستحضار التاريخي للنصر الفييتنامي على أميركا. ففي الأخير، لهذا النصر ميزة الأسبقية، في كونه أوّل فرض للانكسار على الإمبراطورية الأميركية، وفي أوج صعودها، فقد كان فاتحة الممكنات والانتصار المستحيل. ولذلك، أدّى إلى تغيير كبير في الظروف التاريخية للنضال ضد الاستعمار حول العالم. كما أنّ صلابة التفاوض الفييتنامي وعدم المساومة، لا في الشكل ولا المضمون، وفي أدق التفاصيل، هما أيضاً من عوامل تميّز هذا الانتصار التاريخي.

إلا أنه من السهل الجزم بأن الإمبراطورية الأميركية، والغرب عموماً، قد تعلّموا درساً؛ وهو أنه وإن كانوا سيتعرّضون لهزائم، فعليهم الحفاظ على اليد العليا في معركة الوعي الكونية بين المستعمِر والمستعمَر، بين السيّد والعبد، وذلك عبر منع تحوّل هذه الهزائم إلى تجارب ملهمة لغيرها، أو معيار سياسي، سواء كان ذلك المنع عبر الدعاية والبروباغندا السياسية والتشويه، أو العقوبات وتدفيع الثمن كما كوبا وغزة، أو الانتصار على المدى البعيد كما العدوان الثلاثي على مصر، والجهد لتحويل النصر إلى هزيمة بأثر رجعي.

لذلك، ومهما حدثت انتصارات من الجزائر وأفغانستان ولبنان واليمن وتحرير غزة الأوّل، تحرص الإمبريالية وأتباعها -خصوصاً في حالتنا العربية- على تكبيل النصر ومحاصرته. فحتى اليوم، يحاول الانهزاميون العرب توهين تجربتَي فييتنام والجزائر، ووضع مسافة بينهما وبين «طوفان الأقصى»، لا كدراسة تاريخية مقارنة، بل كموقف سياسي مضادّ لعملية التحرّر. وهو موقف ليس بجديد، إذ كان له منتسبوه خلال أصعب مراحل تجارب الجزائر وفييتنام ذاتها.

بناءً على ذلك، إنّ إحدى أهم ساحات صراع السرديّات والوعي، هي عملية كتابتنا للتاريخ بعد صنعه وتحصين أي انتصار من الهجمة التي تتبعه. أي تأريخ علمي وإيماني لهذا الانتصار، حتى يأخذ أثره التاريخي الملهم الذي يستحق. ومنذ اليوم، وبعد تجربة انتصار وصمود معركة اليمن ضد العدوان الأميركي 2024-2025، فإن استحضار فييتنام سيكون إسرافاً وقفزاً تاريخياً وتبخيساً للحاضر، وتنازلاً عن العملية التاريخية في إنتاج وفهم عملية تحرّرنا من هيمنة الإمبراطورية الأميركية.

وإنّ على نصّ خبر «إيقاف

ورد هذا الخبر في موقع المساء برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح