تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
شهدت معادلات الصراع الإقليمي، تحوّلًا استراتيجيًا غير مسبوق، جراء نجاح قوات صنعاء في تحقيق ما عجزت عنه جيوش وأنظمة عربية لعقود، عبر هزيمة القوات الأمريكية ميدانيًا في البحر الأحمر، وفرض حصار بحري وجوي فعلي على كيان الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة في تاريخه.
واشنطن تنسحب وصنعاء تفرض معادلتها
تقرير نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية هذا الأسبوع كشف أبعاد الانسحاب الأمريكي من المعركة الجوية ضد اليمن، مؤكدًا أن الغارات التي شنّتها واشنطن ضد صنعاء كانت مكلّفة للغاية وخطيرة إلى درجة تهديد أرواح الجنود الأمريكيين، وهو ما دفع صانع القرار الأمريكي إلى الخروج من الحملة الجوية دون تحقيق أهدافها.
وتضيف المجلة أن الاتفاق الأمريكي مع صنعاء لا يشمل وقف الهجمات ضد إسرائيل أو سفنها، وهو ما يعني إقرارًا ضمنيًا بحق صنعاء في الاستمرار بعملياتها الردعية، وتحقيق أهدافها المعلنة في دعم غزة، وفرض الحصار على الاحتلال.
انتصار البحر الأحمر
على الأرض، أظهرت المعركة في البحر الأحمر وجهًا جديدًا لقوات صنعاء التي تمكّنت، بحسب مصادر عسكرية مطّلعة، من استهداف خمس حاملات طائرات وسفن عسكرية أمريكية في المنطقة، بعضها تعرّض لأضرار مباشرة، في عملية وصفتها دوائر استخباراتية غربية بأنها نقلة نوعية في قدرة صنعاء على خوض حرب بحرية فعّالة.
هذه الهجمات لم تكن رمزية أو استعراضية، بل أجبرت القوات الأمريكية على إعادة تموضع أساطيلها ووقف العمليات الهجومية الجوية ضد اليمن، كما دفعت واشنطن إلى الجلوس على طاولة التفاهم مع أنصار الله، في مشهد يعكس انتصار الإرادة العسكرية اليمنية رغم الحصار الطويل والتفاوت الهائل في الإمكانات.
الاحتلال في العراء