غزة – المساء برس|
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تقرير خاص، أنّ عدداً من الضباط الإسرائيليين أقرّوا في جلسات مغلقة بأنّ قطاع غزة “على شفا المجاعة”، محذرين من أزمة غذاء واسعة النطاق إذا لم تستأنف عمليات إدخال المساعدات الإنسانية في أقرب وقت.
وأوضح التقرير أن حكومة الاحتلال تجاهلت التحذيرات العلنية من النقص الحاد في الغذاء، رغم تقارير داخلية تؤكد قرب حدوث كارثة إنسانية في حال استمرار الحصار، بحسب ثلاثة مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
ووفق التقرير، فإن ضباطاً في جيش الاحتلال، يراقبون الوضع الإنساني في غزة، أبلغوا قادتهم مؤخراً بأنّ القطاع يواجه مجاعة فعلية، وأن “الاحتياطات الغذائية على وشك النفاد في كثير من المناطق، ما قد يؤدي إلى عجز كبير عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للسكان”.
ودعا هؤلاء الضباط، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إلى “اتخاذ خطوات فورية” لإعادة فتح قنوات الإمداد قبل فوات الأوان.
ويسلّط التقرير الضوء على الفجوة بين الموقف العلني لحكومة الاحتلال، التي تصر على أن الحصار لا يهدد حياة المدنيين، والمداولات الداخلية التي تكشف إدراكاً ضمنياً لحجم الكارثة. ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه القطاع من شلل كامل في سلاسل الإمداد، حيث أغلقت معظم المخابز أبوابها، وتوقفت مطابخ الجمعيات الخيرية، فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نفاد مخزونه من الغذاء.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه المؤشرات على انهيار الأوضاع الإنسانية، أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الجيش سيستأنف عملياته “بكامل القوة” في غزة، متوعداً بالقضاء على حركة “حماس”، رغم مرور أكثر من 19 شهراً من الحرب دون تحقيق هذا الهدف أو استعادة الرهائن.
ويتزامن هذا التصعيد مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية، والتي تخلو من محطة في “إسرائيل”، في إشارة إلى اتساع الفجوة السياسية بين ترامب ونتنياهو، خاصة فيما يتعلق بإدارة الحرب على غزة.
في السياق، حذر خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة من أنّ المجازر المتصاعدة في غزة “تضع العالم أمام مفترق طرق أخلاقي”، مشيرين إلى