في تحليلٍ جديد لتطورات الأوضاع في اليمن، أكد السياسي اليمني عبدالسلام محمد أن مليشيا الحوثي فقدت بسرعة كبيرة كل المكاسب التي حققتها من خلال اتفاق ستوكهولم الموقع عام 2018، والتي كان أبرزها فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، وذلك نتيجة للسياسات العدائية والقرارات المتهورة التي اتخذتها الجماعة على مدى السنوات الماضية.
وأوضح محمد أن الاتفاق الذي وقعت عليه الأطراف برعاية الأمم المتحدة نص بوضوح على ضرورة توريد عائدات ميناء الحديدة لصالح دفع رواتب الموظفين المدنيين في عموم البلاد، إلى جانب الانخراط الجاد في عملية سياسية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات وبناء دولة يمنية مدنية حديثة.
لكن الحوثيين، بحسب تصريحاته، اختاروا التملص من التزاماتهم، وفضلوا الاستمرار في التصعيد العسكري والانقلاب على الشرعية، مما أوصل البلاد إلى الوضع الكارثي الحالي.
وأشار السياسي اليمني إلى أن الجماعة اتخذت قرارًا استراتيجيًا بتدمير اليمن وتجويع شعبه، وهو القرار الذي انقلب عليها بشكل سريع، حيث فقدت السيطرة على عدد من المرافق الاقتصادية والعسكرية الرئيسية، بما فيها مخازن النفط والوقود، بالإضافة إلى الموانئ الحيوية مثل ميناء الحديدة ورأس عيسى والصليف واللحية، فضلاً عن مطار صنعاء الدولي، وحتى طائرات الركاب التي كانت متوقفة فيه.
وأكد محمد أن كل ما تحقق من تنازلات من قبل الحكومة الشرعية في سبيل الوصول إلى حل سياسي قد ذهب أدراج الرياح، وأن الحوثيين باتوا اليوم يعيشون حالة من الإفلاس الكامل على الصعيدين الداخلي والخارجي، بعد أن فقدوا معظم أدوات القوة التي كانت بيدهم، سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية أو حتى السياسية.
وفي ختام حديثه، لفت عبدالسلام محمد إلى أن الجماعة لا تزال تحاول الترويج لأوهام الانتصارات عبر خطاب إعلامي مغلوط، بينما الواقع على الأرض يُظهر أن الحوثيين فقدوا كل مقومات السيطرة والتأثير الحقيقي، مشددًا على أن مستقبل اليمن لن يكون تحت رعاية جماعة ترفض الحوار وتصر على العناد والاستبداد.