في مكتبة الباحث محمد بن علي آل عبدالمتعالي المنزليّة وثائق ومخطوطات ومشجّرات وصور عن منطقة عسير إنسانها ومكانها، إضافة إلى كتب في مختلف العلوم والمعارف. كنت لسنوات أمنّي النفس بزيارة هذه المكتبة إلاّ أنها لم تتحقق إلاّ هذه الأيام!
لم تكن محتويات المكتبة بالنسبة لي مفاجئة، فقد كنت أعلم عن صاحبها الاهتمام الكبير بالتاريخ وأهله، والتوثيق، ومطاردة الجديد والغريب والنادر، لكنّ المفاجئ بالنسبة لي -بعد هذه السنوات من التجوال- الحضور الذهني للباحث آل عبدالمتعالي، إذ لم يدر حديثنا عن موضوع يخصّ منطقة عسير أو مشكلة اختلف حولها المؤرخون واتسعت دائرة الجدل إلاّ وكانت الوثيقة لديه حاضرة، والدليل ناجزاً!
لفت انتباهي في هذه المكتبة رحابتها، فقد اختار لها صاحبها مكانا بارزا ومطلّا على فناء فسيح يستمدّ وهجه من إشراقة الشمس، وهواء أبها العليل، ودفء الكتب، وأحاديث الكبار، وصور المكان والإنسان التي عني بها الباحث آل عبدالمتعالي في شبابه، وما زالت تسكنه، ويخلص لها في كبره !
فمتى بدأ آل عبدالمتعالي هذا الاهتمام وكيف؟!
انتساب آل عبدالمتعالي إلى أسرة كبيرة لها مكانتها البارزة في منطقة عسير كان له دور كبير في هذا الاهتمام، فقد شُغل بالكتب جمعاً في عام 1396هـ وبالتصوير في عام 1394هـ، وكان لكتب عائلته دور كبير في هذا، فقد جمع كتب أسرته في عام 1398هـ، ثم انتقل هذا الاهتمام إلى تكوين مكتبة خاصّة شاملة للعلوم والمعارف في عام 1399هـ.
هذا الاهتمام كان حصيلته مخطوطات ووثائق نادرة يعود تاريخها إلى 900هـ و 1168هـ و1181هـ، ومشجّرات تعود إلى 204هـ، إضافة إلى عشرات الألبومات من الصور النادرة لمنطقة عسير إنسانا ومكانا، وما يزيد على 20 ألف كتاب في مختلف العلوم والمعارف، كان للتاريخ فيها نصيب الأسد !
مرجع الباحثين
لا يكاد باحث في تاريخ المنطقة ولا كتاب حديث يصدر عن المنطقة إلاّ ويكون لهذه المكتبة نصيب في الذكر، والشكر، إذ تعدّ مكتبة آل عبدالمتعالي المنزليّة واحدة من أهمّ المكتبات الخاصة في منطقة عسير التي يعود إليها الباحثون عن تاريخ المنطقة، وبفضلها كُتبت