تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر قيام قوات أمنية بصلب شخص متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، وإجباره على الوقوف فوق مدرعة عسكرية والتجول به في شوارع مدينة زنجبار، جنوب اليمن.
وأثار هذا الفيديو جدلاً واسعاً بين النشطاء والمواطنين، حيث أبدى البعض صدمتهم واستنكارهم لهذا التصرف الذي اعتبروه غير إنساني، فيما رآه آخرون رسالة ردع تهدف إلى تعزيز الأمن في ظل تصاعد العمليات المسلحة التي تنفذها الجماعات الإرهابية.
وفقًا لشهادات المواطنين المحليين، فإن الحادثة وقعت بعد اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية والعناصر المسلحة في منطقة عتق، مركز محافظة شبوة.
وقال السكان إن العنصر المستهدف كان ينتمي إلى تنظيم القاعدة، وقد قُتل خلال المواجهات المسلحة. وبعد مقتله، قامت القوات الأمنية بنقل جثته إلى مدرعة عسكرية، حيث تم صلبه وعرضه في شوارع مدينة زنجبار أمام المواطنين.
نقل أحد الشهود العيان أن القوات الأمنية كانت تجوب الشوارع الرئيسية بالمدينة، معربًا عن استغرابه من الطريقة التي تم بها التعامل مع الجثة، والتي وصفها بأنها مشهد مروع وغير مألوف.
وأشار إلى أن هذا التصرف قد يكون رسالة تحذيرية للجماعات الإرهابية، إلا أنه أثار أيضًا حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي الذين رأوا فيه انتهاكًا لكرامة الإنسان حتى بعد الموت.
أثارت هذه الحادثة موجة غضب وانتقادات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي. فبينما دافع البعض عن القوات الأمنية واعتبروا ما حدث ضرورة لبث الرعب في صفوف التنظيمات الإرهابية، اعتبر آخرون أن هذا السلوك يعد خرقًا للمبادئ الإنسانية والأخلاقية، ويتنافى مع تعاليم الإسلام التي تحث على احترام الموتى وعدم إذلالهم.
وقال أحد الناشطين الحقوقين في تصريح له: مهما كانت الجرائم التي ارتكبها الشخص، فإنه لا يجوز التعامل مع الجثث بهذه الطريقة المهينة. مثل هذه التصرفات تسيء إلى سمعة القوات الأمنية وتؤدي إلى زيادة الاحتقان المجتمعي.
في المقابل، أكد مصدر أمني -طلب عدم الكشف عن هويته- أن هذا الإجراء جاء ردًا على الهجمات المتكررة التي تشنها الجماعات الإرهابية ضد القوات الأمنية والمدنيين، مشيرًا إلى أن الهدف