في قلب العاصمة المصرية، تدور عدسات كاميرات هوليود لتوثّق واحدة من أكثر اللحظات السياسية اشتعالًا في العصر الحديث، وهي استجواب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد سقوطه في قبضة القوات الأمريكية. على غير المعتاد، يختار صُنّاع الدراما العالمية مصر كموقع مركزي لتصوير مسلسل دولي ضخم بعنوان التحقيق مع الرئيس، مستلهم من وقائع حقيقية جاءت على لسان المحقق الأمريكي جون نكسون في كتابه الصادر عام 2016. الحدث درامي وسياسي، لكنه في جوهره إنساني، كما يراه المخرج الأمريكي ليزلي جريف، الذي يضع بين أيدينا حكاية عن خطايا السياسة الدولية وأسرار سقوط زعيم عربي أثار الجدل حتى بعد وفاته.
عمل عالمي ضخم بمواقع مصرية خالصة
يتم تصوير المسلسل الأمريكي بالكامل داخل مصر، حيث بدأت كاميراته في يناير الماضي تجوب مناطق متنوعة مثل شارع المعز، وقصر الأمير طاز، ومطار غرب، وديكور مسلسل جعفر العمدة المحترق. العمل مكون من ست حلقات قصيرة، وينقل مشاهد الغزو الأمريكي للعراق واستجواب صدام حسين بعد اعتقاله في عام 2003. لم يتبق سوى مشاهد ليلية سيتم تصويرها في سبتمبر القادم قبل الدخول في مرحلة المونتاج، ليستعد للعرض عالميًا بداية من أبريل القادم، بينما يتولى المنتج المصري تامر مرتضى توزيعه في الشرق الأوسط.
تجسيد صدام حسين بممثل فلسطيني
يقوم الفنان الأمريكي من أصل فلسطيني وليد زعيتر بتجسيد شخصية الرئيس العراقي صدام حسين، وهو نفس الممثل الذي قدم شخصية جمال عبد الناصر في الفيلم الأمريكي الملاك، كما ظهر في سقطت لندن وPrison Break. أما شخصية المحقق جون نكسون، فقد أسندت إلى الممثل السويدي الأمريكي جويل كينمان، وتشارك الممثلة الأمريكية دانييل لويس في تجسيد شخصية وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس.
تفاصيل التصوير وتحديات اللهجة العراقية
المخرج ليزلي جريف أكد في لقاء تلفزيوني أن اختياره لممثل فلسطيني لتجسيد شخصية عراقية كان قرارًا صعبًا، واعترف بأن الفروق الدقيقة بين اللهجات العربية كانت تحديًا لم يتوقعه. تم تعديل السيناريو ليتناسب مع أداء وليد زعيتر، الذي تلقى تدريبات مكثفة على اللهجة العراقية.