مؤشرات للرفض الشعبي للحوثيين تتنامى يومًا بعد آخر في مناطق سيطرة المليشيات، وصولًا إلى منابر المساجد في قلب العاصمة صنعاء، التي بدأت تلفظ خطباء المليشيات المفروضين بالقوة.
تحول مهم يكشف تصاعد الغضب الشعبي وبداية مرحلة جديدة من المقاومة اليمنية، الأكثر جرأة وعلنية، في عمق نفوذ مليشيات الحوثي، بغرض منع الجماعة المدعومة من إيران من احتكار الخطاب الديني.
ورغم فرض مليشيات الحوثي رجالاتها الدينيين بقوة السلاح واستباحتها للمساجد، فإن الحوادث المتكررة لرفض خطبائها، لا سيما في صنعاء، تعبّر بوضوح عن مقاومة جديدة للجماعة.
آخر الحوادث
في أحدث هذه الوقائع، طرد مصلون خطيبًا حوثيًّا من منبر «مسجد الخير» في مديرية سنحان جنوبي صنعاء، أمس الجمعة، وذلك بعد أن فرضته المليشيات بقوة السلاح وعبر ما يسمى «هيئة الأوقاف» التابعة لها.
وتداول ناشطون يمنيون مقطعًا مصورًا يُظهر اعتراض المواطنين على الخطيب الحوثي الذي حل محل الخطيب المعتاد في الجامع، مشيرين إلى أن الحادثة تُظهر مدى الرفض الشعبي لسيطرة المليشيات على المؤسسات الدينية والمنابر في صنعاء.
وفي مقطع آخر، ألقى خطيب جامع في محافظة المحويت، الواقعة على بُعد 111 كيلومترًا شمال غرب صنعاء، أمس الجمعة، خطبته دون وجود مصلين داخل المسجد.
وأكد ناشطون أن «المسجد بقي خاليًا من الحضور طوال الخطبة، وسط تزايد المقاطعة الشعبية لخطب الجمعة الرسمية، احتجاجًا على توظيفها السياسي المتكرر».
ولم تكن الحادثتان الأولى من نوعها، ففي يوم الجمعة الـ14 من فبراير/شباط، فرض الحوثيون خطيبًا بالقوة على «مسجد الحرمين» في حي الأصبحي بالعاصمة صنعاء، لكن المصلين، ودون سابق إنذار، غادروا دفعة واحدة من طوابق المسجد الثلاثة، احتجاجًا على ممارسة الحوثيين.
وتُقدم هذه الحوادث، التي ظهرت للعلن رغم جدران العزلة التي تفرضها مليشيات الحوثي، نوعًا جديدًا من الرفض السلمي والناعم ضد المليشيات، بعد أكثر من 11 عامًا من سطوة الجماعة بالقوة على المؤسسات الدينية والمساجد، خصوصًا في صنعاء، وفقًا لمراقبين.
رفض التسييس
ويرى مراقبون أن هذه الاعتراضات الناعمة التي تتحدى قمع الحوثيين، تُعد «رسالة قوية بأن اليمنيين لم يعودوا مستعدين لتحمل فرض الأيديولوجيات