في خطوة لافتة تحمل أبعادًا سياسية ودلالات إقليمية، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الجمعة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية سانا. ولم تُكشف أي تفاصيل عن مضمون اللقاء، وغادر جنبلاط القصر دون الإدلاء بتصريحات للصحافة، ما زاد من الغموض حول فحوى الزيارة وتوقيتها.
وجاء استقبال الرئيس الشرع، لوليد جنبلاط، عقب ساعات من غارة اسرائيلية استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق.
كما تأتي هذه الزيارة في لحظة حساسة، وسط تصاعد التوترات في سوريا، وتحديدًا بعد أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، إثر انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، وما أعقبه من ردات فعل تجاه المسيئين يمثلون حالة شاذة من الطائفة الدرزية، الأمر الذي دفع جنبلاط إلى التحذير من مشروع فتنة تعمل أطراف داخلية وخارجية على تغذيته.
وبالتوازي مع التوتر الداخلي، عبّرت أوساط إعلامية مقربة من جنبلاط عن قلقه العميق من مخططات إسرائيلية تستهدف الدروز في جبل العرب، مشيرة إلى مغريات إعلامية ومحاولات توظيف سياسي من قبل الاحتلال، في ظل مؤشرات مقلقة على الأرض، أبرزها زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى سفوح جبل الشيخ، وتوسيع دائرة الاستيطان في الجولان السوري المحتل.
وفي هذا السياق، دعا جنبلاط إلى رفض أي تدخل إسرائيلي في الشأن السوري، محذرًا من تحركات بعض الشخصيات الدرزية في الداخل الفلسطيني، وعلى رأسهم الشيخ موفق طريف، الذين اعتبر أنهم يسعون لتوريط الدروز في سورية ولبنان بـحرب عبثية ضد المسلمين. وأضاف أن إسرائيل ستستخدم بعض الدروز ثم ترميهم، داعيًا إلى إسكات الأصوات التي بدأت تطلب العون من الاحتلال.
وأكد جنبلاط في تصريحاته الأخيرة أن الدولة السورية بدأت بمحاولات الترميم الذاتي، لكنها لا تزال تعاني من وجود رموز النظام السابق في كل مكان، مشيرًا إلى أن تلك الرموز تُعيق الاستقرار وتعرقل أي عملية إصلاح حقيقية.
وشدّد جنبلاط على أن الطائفة الدرزية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاندماج في سورية
أول ظهور للرئيس السوري أحمد الشرع بعد الغارة الإسرائيلية جوار القصر الرئاسي في دمشق
112 مشاهدة