تهديدات إقليمية متصاعدة تدفع مصر نحو تعاظم القوة الدفاعية .. تشهد منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة تصاعدًا واضحًا في حدة التوترات العسكرية والجيوسياسية، خاصة مع انتشار تكنولوجيا الصواريخ الفرط صوتية التي تهدد التوازنات التقليدية في القوة والردع. في هذا السياق، تقف مصر أمام تحديات معقدة تتطلب تحديثًا جذريًا في بنيتها الدفاعية، وتفكيرًا استراتيجيًا لمواكبة هذه التطورات. من بين أبرز الخيارات التي تبدو مطروحة أمام صناع القرار في القاهرة، يأتي نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-19، كأحد الحلول الدفاعية الأكثر تطورًا ضد التهديدات الباليستية طويلة المدى.
نظام HQ-19.. استجابة صينية لتحديات الصواريخ الفرط صوتية
يُعد HQ-19 من أحدث أنظمة الدفاع الجوي الصينية بعيدة المدى، وتم تطويره خصيصًا للتعامل مع الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية ذات السرعات الفائقة التي قد تتجاوز 7.6 ماخ. وتقول بكين إن النظام قادر على اعتراض أهداف على مسافة تصل إلى 3000 كيلومتر وارتفاعات تفوق 200 كيلومتر، ما يجعله منافسًا مباشرًا لأشهر الأنظمة الغربية مثل THAAD الأمريكي وA-235 الروسي.
يعتمد هذا النظام على تقنية الضرب للقتل، التي تقوم على تدمير الهدف عبر التصادم المباشر باستخدام الطاقة الحركية، ما يرفع دقة الإصابة ويقلل من احتمالية فشل الاعتراض. وتم تزويد HQ-19 برادار Type E610 القادر على تتبع أكثر من 100 هدف في وقت واحد، مع مقاومة متقدمة للتشويش والتخفي، وقدرات استشعار الطائرات الشبحية والصواريخ المدارية.
مميزات تشغيلية تعزز من الجاهزية القتالية
من الناحية التشغيلية، يعتمد HQ-19 على محرك مزدوج النبض يعمل بالوقود الصلب، يتيح له تنفيذ مناورات دقيقة خلال الطيران. كما يتميز هيكل الصاروخ بخفة الوزن بفضل استخدام البلاستيك الكربوني المقوى، ويعتمد نظام توجيه متطور يستخدم الأشعة تحت الحمراء، ما يعزز فرص اعتراض أهداف ذات توقيت حساس أو تحركات غير متوقعة.
المنظومة تُطلق من عربات عالية الحركة، ضمن تكوين يشمل قاذفات، ورادارات، ومراكز قيادة وتحكم، بالإضافة إلى مركبات دعم ميداني. ويُستخدم أسلوب الإطلاق شبه العمودي لتقليل الضغط على المنصة، وتسهيل عمليات الانتقال السريع، ما يضمن مرونة عالية